الدور المشبوه لمبادرة على زيدان ,,,,
طرابلس - عاد رئيس الحكومة الليبية السابق علي زيدان لواجهة الأحداث بمبادرة موجهة للجنوب (فزان)، ينظر إليها بعين الريبة باعتبارها تتزامن مع مبادرة مشابهة أطلقتها شخصيات مقربة من تيار الإسلام السياسي في الشرق وتهدف لشق إقليم برقة.
ودعا علي زيدان أهل فزان إلى تكوين جسم سياسي اقتصادي اجتماعي يحمل اسم الهيئة الفزانية، يضم كل الخبرات والقدرات من أبناء المنطقة بمختلف مكوناتهم الاجتماعية.
وقال زيدان إن الجنوب يعاني تدني الخدمات، الذي أثر سلبا على حياة المواطن من نقص في السيولة والوقود، إلى جانب انعدام الأمن.
وأوضح في تصريحات لموقع “بوابة الوسط” أن “هذه الهيئة تعمل من أجل تنمية الجنوب والنهوض بالمنطقة وتهيئة كافة المرافق الخدمية مثل المطارات والمستشفيات، إلى جانب تهيئة أو دراسة كيفية تأمين الجنوب، وأن يعمل على فتح آفاق العلاقات مع تشاد والنيجر من أجل تأمين المنطقة وتأمين التنقل والتجارة بين تلك الدول حتى يكون لمنطقة فزان أكثر من منفذ”.
ورأى زيدان أن الهيئة ينبغي أن تضم كوادر لها خبرة في جميع المجالات والتخصصات وأن تكون “هيئة أهلية” عليها إجماع من أهل الجنوب كافة وتعمل على تأطير جهود أهل الجنوب والدفاع عن مصالحهم و”أن الجنوب الآن محاصر من خلال عدم تقديم الخدمات له”.
وفي حين لم يشرح زيدان الدور السياسي الذي ستلعبه هذه الهيئة خلال الفترة القادمة، إلا أنها أثارت الكثير من الشكوك لاسيما بعد أن أعلن رفضه للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير طرابلس من الميليشيات والجماعات الإرهابية.
ويقع الجنوب الليبي تحت سيطرة الجيش. وقال زيدان في بداية المعركة إنه “يرفض أي عدوان يقع على الليبيين الذين يدفعون ثمن الحرب الظالمة التي تحدث الآن” مضيفا “لا نجد حتى الآن نتائج لهذه الحرب الدائرة ولا بد من وقفها الآن حتى لا يتكرر في طرابلس ما حدث في بنغازي ودرنة”.
وتنسجم مبادرة علي زيدان مع تصريحات سابقة لرئيس حكومة “الوفاق” فايز السراج دعا خلالها أهل الشرق والجنوب الواقعين تحت سيطرة الجيش لتقديم شخصيات أهلية للتحاور معها، مشددا على رفضه الجلوس مجددا مع خليفة حفتر.
والتقى السراج الأسبوع الماضي في العاصمة التونسية بمجموعة من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية المنحدرة من المنطقة الشرقية، وعبرت تلك الشخصيات التي قلل مراقبون من أهميتها على الصعيدين السياسي والقبلي عن رفضها لمعركة تحرير طرابلس من الميليشيات، داعية لضرورة حل الأزمة سياسيا.
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة (ممثل الإسلاميين في المفاوضات المتوقفة) أحمد لنقي إن الحاضرين أكدوا رفضهم للعمل العسكري الذي يهدد النسيج الاجتماعي الليبي وإن الأزمة الليبية لا تحل إلا سياسيا، مشيرا إلى أنه قد جرى الاتفاق على تشكيل الهيئة البرقاوية نسبة لإقليم برقة