لا استطيع ان اطلق على فبراير “ ثورة “ لا ن شروط تعريف الثورة لا تنطبق على فبراير , رغم ان الكثير من انصارها يطلقون عليها ثورة , الثورة هى عملية تغير واسعة سياسية واقتصادية واجتماعية يتم التخطيط لها كافكار وتضع لها نظريات ويصنع لها حراك شعبى وتحدد لها ساعة الصفر,للثورة منظروها وفلاسفتها وحكمائها الذين يقودون الشعوب من مرحلة الثورة الى مرحلة الدولة وذلك باقل الخسائر لانه يصعب فى كثيرا من الاحيان فصل مفهوم الثورة عن مفهوم الفوضى …ومن السهل جدا انزلاق الثورات الحقيقية الى مراحل مختلفة من الفوضى.الثورة تعنى تدمير الواقع المعاش بسلبياته وبناء واقع جديد بايجابياته ويشترط فى الواقع الجديد ان يكون مختلفا كليا عن الواقع القديم فى الشكل والمضمون والاهداف ؟ اذا عكسنا هذه المفاهيم على ما حصل فى فبراير 2011م نجده مختلفا جدريا؟ كان هناك نظاما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فى ليبيا يعانى من ازمات ويعيش مختنقات , هذه الازمات والمختنقات لها اسبابها السياسية والاقتصادية وليس من الانصاف ان يتم تحميلها جميعا على النظام السياسى فقط , بل الشعب كان جزء من هذه الازمة وساهم كثيرا فى صنعها .ولكن الاهم من ذلك كله هو انه كان هناك مخطط دولى للتخلص من النظام السياسى ولم يعدم هذا المخطط الوسيلة والاداة فكان حراك بعض افراد الشعب هو الاداة ؟ وعليه لم يكن لفبراير قيادات فكرية قد خططت له بل كان كل شىء مصنع بالخارج , وحتى عندما عجز الحراك الشعبى فى احداث عملية التغير تدخل الناتو لانجاح هذه العملية وتم ضرب كل اخلاقيات ومبادىئ الامم المتحدة فى سبيل الاطاحة بالنظام السياسى القائم ..
رموز فبراير المحلية لم يكن لها اى دور فى التخطيط او الحراك بل كانت مجرد واجهات محلية تتلقى الاوامر من الخارج اقليميا ودوليا ؟ المخطط كان يسعى للاطاحة بالنظام السياسى بناء على حسابات الماضى , وعندما تمت لهم هذه المهمة تركوا ليبيا فى فوضى عارمة ولم تستطع القيادات المحلية والتى كانت عناوين لفبراير ان تقود المرحلة , فوجدت نفسها فى محك امام استحقاقات الجماهير ,والفوضى كانت اكبر من قدراتهم المدعومة خارجيا , فما كان من خيار امامهم الا السرقة والهروب للعيش فى كنف الدول التى خططت للمؤامرة ..
فبراير لم تستطع صناعة دولة وفق الشعارات التى رفعتها فى بداية حركتها , لان من اولى شروط صناعة الدولة هى الارادة الوطنية المستقلة المستندة والمدعومة بارادة الشعب الطامح للتغيير ؟