Toboupost تبوبوست

View Original

الحالة الفزانية هل هى حالة مستعصية ام هى حالة قابلة للشفاء؟





----------------------------------------------------------

عندما يكون لديك مريض مصاب بداء مزمن , ويستفرد بك الطبيب المعالج فى غرفته ويضع ملف مريضك امامه بما يحتويه من تقارير وصور اشعة وقصيصات اوراق تحاليل ,وينظر اليك من وراء عدساته الطبية ويهز برأسه يمينا ويسار بدون ان ينطق ببنت شفأ, لا شك انه سيراودك شعورا سيىء, وستصاب بتعرق وينتابك قلق مفاجىء ؟
سوف لن نبعد كثيرا عن الوصف , اذا اردنا ان نسقط حالة المريض على الحالة الفزانية , وهى الحالة المرضية المزمنة والتى شخصها الجميع بدقة ولكنهم فشلوا فى ايجاد الدواء الناجع لها ؟
فزان اقليم وجغرافيا وتاريخ ارادوا لها ان تكون خارج معادلة كيمياء السياسة التى تشكل خريطة ليبيا وابقوا على دورها كناقة حلوب تدر بالماء والنفط والمنتجات الزراعية على ان يتم استيراد حتى الاعلاف لها من الشمال.
ان خروج فزان من دائرة اهتمام اطراف الصراع على المشهد الليبى رغم اهمية فزان كاقليم حاباه الله بالنفط والماء والمواد الخام , اصبح كالترس المهمل الذى يعمل وسط آلة واصابها العطل , وتخلى عنها صاحب الالة على اعتبار ان الالة لا زالت تعمل ولم تتعطل؟
ان غياب الوعى باهمية دور الترس المعطل , والعمل على اصلاحه سوف يكلف الوطن الكثير فى المستقبل القريب .
فمعظم الساسة لا يتعاملون مع اقليم فزان كاقليم رئيس فى المعادلة الليبية , ولكنهم يتعاملون معها كاقليم تابع وكمصدرطاقة ومشتقاتها , الشواهد على ذلك كثيرة فالمؤسسة الوطنية للنفط وهى المؤسسة المسؤلة عن ادارة ريع النفط قوت كل الليبين تتعامل مع هذا الاقليم وكانه اقليم خالى من اى مكون سكانى , بل وكان فزان بكاملها ملك لمدير هذه المؤسسة ولامتيازات الشركات النفطية العالمية والتى تقوم بالمسح والتنقيب والاستخراج والتسويق لهذه المادة الخام .
لقد شاهدنا رد فعل مدير هذه المؤسسة وكيف تعامل مع حراك غضب فزان عندما هددوا بالاعتصام عند حقل الشرار نتيجة سؤ الاوضاع المعيشية فى الجنوب , شاهدناه وهو يحرض المجتمع الدولى على ساكنى هذا الاقليم ويتوعدهم بجيش جرار من القباعات الزرق للحفاظ على تدفق النفط , دون ان يرأف او يلتفت لحال وحقوق ساكنى هذا الاقليم .

السيد مدير المؤسسة لم يتعامل مع المشكل كموظف فى خدمة بلده ومواطنيه , ولكنه تعامل معها كما لو كان موظف لذى الشركات المتعددة الجنسية ؟
ان اقحام فزان داخل المشهد الليبى واعطائه دورا يتناسب مع اهميته , واجب وطنى يقع بالدرجة الاولى على عاتق ابنائه , واولى خطوات هذا الواجب توفير الامن والامان والاستقرار لهذا الاقليم , وحمله بعيدا عن اى صراع سياسى يوظف لصالح طرف لا ينظر الى فزان الا بعين المؤسسة الوطنية للنفط , او عين النهر الصناعى كمصدر للماء .وان اطفأ نار الفتن والصراعات القبلية بين المكونات الاجتماعية لاقليم فزان تمسى ضرورة حياتية لا تقوم فزان ولا تستقر ولا تدخل عجلة التنمية الا به .
لقد فشل الفزانيون حتى الان فى ايجاد من يمثلهم ويمثل تطلعاتهم ,وايجاد من يصارع من اجل حقوقهم ,واصبحوا ينتظرون الحلول لمشاكلهم المزمنة من الشمال , والذى هو الاخر غارق فى أثون الصراع على السلطة , وحتى وان فرغ من عملية الصراع على السلطة فلن ينظر اليهم الا بعين الترس المهمل فى آلة قادرة على العمل بدونهم.