لماذا يتوجس التبو من تحركات الجيش فى الجنوب الليبى ...؟
ترتبط الحروب الاهلية بالعادة بظواهر متعددة ,ظواهر غير معتادة فى مجتمع السلم , تخلقها ظروف الاقتتال والتهجيروالفقر والجوع فالعلاقات الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية يعاد تشكيلها وفق اولويات المصلحة لا المبادىء ولا القيم ولا تحالفات الماضى . مجتمع ما بعد الحرب الاهلية ليس هو مجتمع ما قبل الحرب .
اهم ما يميز مرحلة ما بعد الحرب الاهلية هو " فوبيا المصالحة والبحث عن السلام " فهى مرحلة محفوفة بالمخاوف والتوجسات والحسابات المصلحية الضيقة على مستوى المجتمع والفرد على حد سواء.وهى مرحلة يفرض فيها المنتصر شروطه بقوة السياسة لا بقوة البندقية وبقوة المال الفاسد احيانا لا بقوة العدالة الاجتماعية .وعليه قد لا يرضى طرف ما بهذه الشروط مما يجعل احتمالية الرجوع لمربع الحرب الاهلية وارد فى أى لحظة؟
مكون التبو فى الجنوب الليبى يعيش هذه المرحلة بكل تفاصيلها ومخاوفها , وحيث ان هذا المكون يعتبر اقلية عرقية لها امتدادات اجتماعية عابرة لحدود الدولة الوطنية تعتبر هذه اضافة سالبة فى ميزان المخاوف ونقطة ضعف ليست فى صالحها فى ترتيبات ما بعد الحرب الاهلية والتى جرت بمناطقهم على مدى السبع سنوات الماضية , فالحرب خلقت اعداء كثر منهم الظاهر على هيئة مليشيات قبلية مناوئة , واخرى مستترة وراء قرارات وسياسات دولة تمزقها الصراعات على مراكز النفود والسلطة ولكنها تتفق على تهميشهم ؟
لقد انتصر التبو فى معاركهم فى الحرب الاهلية ضد اعدائهم , وابطلوا مخطط تهجيرهم كما حصل لأهل تاورغاء ,ولم يكن هذا الانتصاربدون ثمن ؟ بل كان له ثمن باهضا تم دفعه من ارواح ابنائهم,ومن تدمير ممتلكاتهم و مقدراتهم وقد يلزم المزيد من التضحيات للمحافظة على هذا الانتصار.
الجيش الليبى وهو يتحرك جنوبا لبسط الامن ولمحاربة عصابات الجريمة الوافدة , يطرح عدة تساؤلات على اهل الجنوب عموما وعلى مكون التبو بشكل خاص ؟
ما هى اهداف الجيش فى الجنوب الليبى ؟ وما موقف حكومة الوفاق المعترف بها دوليا على تحركات هذا الجيش؟ وما علاقة الجيش بالمليشيات المحلية والتى تسمى نفسها القوة الداعمة ؟ وهل الجيش سيسعى لافتكاك السلاح من القبائل ؟ وما مصير المعسكرات والثكنات القبلية ؟ ما مصير البوابات التى تتخدها القبائل وسائل حماية وارتزاق ؟ ما مصير قيادات الجيش والتى حسبت على قبائل بعينها اثناء الصراع المسلح بين قبائل الجنوب؟
هذه وغيرها اسئلة كثيرة يطرحها المواطن فى الجنوب ؟
اما المواطن التباوى فله مخاوف اخرى , فهو يرى ان هذا الجيش ومهما رفع من شعارات فهو جيش من عرق واحد ويخشى ان ينحاز الى عرقه بالنهاية ؟ وان هذا الجيش وقياداته هم بشر بالنهاية لهم نفس ثقافة المجتمع فى النظر الى الاقليات العرقية ؟ولم يثبت وعلى مدى السنوات الماضية الحيادية فى صراع الحرب الاهلية حيث تورط افراد بعينهم يحملون شعار الجيش الليبى وكتائبه فى محاولات ابادة لبعض القبائل والمكونات .
ومما يزيد مخاوف اقلية التبو فى الجنوب الليبى هو انه لم يسبق تمهيد اجتماعى لتحركات الجيش للجنوب ,و لم يتم التواصل مع مشايخ ووجهاء القبائل لتوضيح اهداف الجيش القادم ؟ويخشى مكون التبو والحال هذه ان تستغل المليشيات القبيلية المناوئة حركة الجيش القادم , للقيام بعمليات انتقامية ضد احياء ومناطق التبو واظهار الامر وكان قبيلة التبو لا تريد قدوم الجيش لتشعل حربا بين الجيش وقبائل التبو فى الجنوب .
هذا ليس محظ خيال ولا اضغاط احلام هذا الواقع كما نقرأه عن سابق معرفة وخبرة , وعليه نوضح الاتى:
مكون التبو فى الجنوب الليبى ليس ضد تحركات الجيش وقدومه للجنوب لبسط الامن والمحافظة على الحدود من عصابات الجريمة الوافدة-
-مكون التبو لا يجب ان تخلى عن سلاحه مالم تكن هناك ضمانات لضمان سلامة احيائه وابنائه-.
-اى حل للمشكلة الامنية فى مدينة سبها يجب ان يكون مكون التبو فى الصورة- .
- الحلول الامنية والعسكرية يجب ان تصاحبها حلول ادارية للمؤسسات الحكومية فى سبها ولا يجب ان تستحوذ قبيلة بعينها على المؤسسات الخدمية فى سبها-.
-يجب ان لا يقبل مكون التبو ان يكلف اى عسكرى او مدنى ممن ارتكبوا جرائم ضد قبائل التبو ابان الحرب الاهلية باى موقع عسكرى او امنى او ادارى فى سبها-.