العنصرية ...
=
-
العنصرية والتعصب لجماعة ما هو سلوك مكتسب....
فلا يولد المرء بكراهية تجاه احد ما ...
وانما يكتسب التعصب والانحياز من خلال البيئة التي ينشأ بها.
والعنصرية تقوم على معتقدات خاطئة وظالمة ...
وغالبا ما يكون مبعثها تبني الانسان لما يسمعه من اهله ....
دونما تمحيص او تفكير او مراجعة...
وفي الغالب هي قائمة على معلومات خاطئة او مبالغ بها..
واحيانا على مجموعة من الاكاذيب ...
وغالبا ما يتم تصوير الطرف الاخر بصورة تجرده من انسانيته ...
بحيث تمنح المتعصب او العنصري المبرر لافعاله وسلوكياته وتمنحه "وهم" التفوق .
تبدأ العنصرية بالتركيز على الفوارق بين الناس ..
فوارق في الدين او اللغة او الثقافة او الاصل او اللون ...
بحيث ينقسم العالم في ذهن الطفل الى "هم" و"نحن"..
ثم يتم تعزيز هذه الفوارق بشيطنة الأخر ....
ونزع الصفات الانسانية عنه وبانه غير جدير بالمحبة او الثقة او الرحمة ..
فالمرء لا يستطيع ان يمارس العنصرية ضد من يحب او يثق ...
كما يتم تعزيز المخاوف من الاخر ...
بحيث تجرم اي محاولة للتعامل الانساني معه بل ينظر لها على انها انحرافات خطيرة.
اخطر ما في العنصرية هو ان كثيرا ما تنجح في تحويل ضحاياها الى ممارسين لها ...
وبهذا يتكرس وجودها وتصعب محاربتها ...
فالتاريخ وتجارب الشعوب الاخرى تعلمنا بأنه لا يمكن محاربة العنصرية بالعنصرية ....
ولا يمكن محاربة السلوك العنصري بالتعميمات الظالمة او بتبني نفس السلوك ...
ولا يمكن اطفاء الحرائق باشعال المزيد منها ...
ولا يمكن محاربة الجهل إلا بالمعرفة الحقة (وتعارفوا).
تغيير السلوكيات امر ممكن ...
اذا ما وجد من يؤمن به ويعمل من أجله.....
ويدرك انه يحتاج الى وعي وصبر وجهد ...
وتغيير الافكار والسلوكيات لا يأتي دون مقاومة ..... ..
فكل تغيير جاد في كل المجتمعات واجه مقاومة ...
من تحرير العبيد .. حتى تعليم المرأة ..
ومن حق التصويت والترشيح ... الى استقلال الشعوب ...
ولكن مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة ....
فهل بدأت بنفسك .؟. ..
وراجعت افكارك تجاه الغير ..
وقاومت كل التعميمات وكل الاحكام المسبقة ...
وامنت بان كل جماعة انسانية تحوي الصالح والطالح ....
وان وضعها في سلة واحده لهو ظلم عظيم.