أزمة الليرة التركية
أزمة الليرة: تركيا تقرر مقاطعة السلع الإلكترونية الأمريكية بسبب العقوبات
التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب
منقول عن البى بى سى
اتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها تسعى "لطعن تركيا من الخلف"
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده سوف تقاطع المنتجات الإلكترونية الأمريكية، وذلك بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على أنقرة.
وقال أردوغان "إذا كان لديها (الولايات المتحدة) آيفون، فيوجد سامسونغ على الجانب الآخر"، وذلك في إشارة إلى شركة أبل ومنافستها في كوريا الجنوبية.
وفي الأسبوع الماضي، ضاعفت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على أنقرة بعدما رفضت تسليم قس أمريكي في السجون التركية.
وتراجعت الليرة التركية، التي تواجه بالفعل صعوبات، بنسبة 20 في المئة جراء الخطوة الأمريكية.
وقال أردوغان إن تركيا تتخذ تدابير لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد، وينبغي لها "ألا تستسلم للعدو" من خلال الاستثمار في العملات الأجنبية.
ووصف وزير الخارجي الروسي، سيرغي لافروف، الذي يزور أنقرة حاليا خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، العقوبات الأمريكية بأنها سياسة غير شرعية. واتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى تحقيق ميزة تنافسية غير عادلة في التجارة العالمية.
ماذا حدث للعملة التركية؟
خسرت الليرة التركية منذ يناير/ كانون الثاني أكثر من 34 في المئة من قيمتها أمام الدولار الأمريكية، الأمر الذي يدفع أسعار السلع اليومية نحو الارتفاع.
ويشرف أردوغان على تدابير مواجهة مستويات زيادة التضخم والاقتراض، لكنه يصر على أن أزمة الليرة التركية هي نتاج "حملة" تقودها قوى غربية.
ودعا من خلال كلمة بثها التلفزيون يوم الجمعة المواطنين الأتراك إلى استبدال ما لديهم من عملات أجنبية وذهب وشراء الليرة، ووصف ما يحدث بأنه "حرب اقتصادية".
وتعهد البنك المركزي التركي بإمداد المصارف بسيولة نقدية.
ويسعى وزير المالية التركي، وهو صهر أردوغان، إلى طمأنة نحو ألف مستثمر دولي من خلال مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الخميس.
وقال مراسل بي بي سي للشؤون التركية، مارك لاوين، إن مقاطعة أردوغان قد تثير توترات أكبر مع الولايات المتحدة، وأن الأتراك سينتظرون بقلق رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لماذا كل هذا التوتر بسبب قس؟
اتهم أردوغان الولايات المتحدة بالسعي إلى "إخضاع تركيا من خلال التهديد بسبب قس".
وتصر الولايات المتحدة على أن القس أندرو برونسون، الذي يرعى كنيسة "القيامة" الصغيرة في مدينة إزمير، "ضحية اعتقال مجحف".
ويقبع القس الإنجيلي، وهو من ولاية نورث كارولاينا، قيد الاحتجاز في تركيا منذ نحو عامين لاتهامه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور وحركة جماعة كولن، التي تتهمها تركيا بتنظيم انقلاب فاشل في عام 2016.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن الولايات المتحدة "لا تجد دليلا على أن القس برونسون قد ارتكب خطأ".
ونفى برونسون تهم التجسس المنسوبة إليه، لكنه يواجه عقوبة قد تصل إلى حد السجن 35 عاما على الأقل إذا أدين بالتهم.
ما هو التأثير عالميا؟
أثر الصراع بين تركيا والولايات المتحدة على عملات دول أخرى، من بينها الروبية الهندية، فيما يخشى مستثمرون من أن ينتقل اضطراب الليرة إلى دول نامية.
وحثت الحكومة الهندية يوم الثلاثاء المواطنين على التحلي بالهدوء بعد تراجع الروبية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي.
وقد شهدت روسيا والبرازيل والأرجنتين وجنوب أفريقيا والمكسيك كذلك تراجع عملاتها الأسبوع الماضي