رموز تباوية من ذاكرة التاريخ التباوى...؟
·
الشيخ بركاى كستوا
======================ا
فى مجتمع صحراوى يمتهن الرعى والتجارة,ويفتقر الى ثقافة الثوتيق و كتابة تاريخه ويعتمد على حفظ ثراته وعاداته وتقاليده على السرد الشفهى المنقول ,لا يحتفظ لنا التاريخ الا باليسير من المعلومات المنقولة عن شخصيات ورموز تباوية تركت بصمتها وأثرها الايجابى فى مجتمع التبو.
اهم ما يميز المجتمع التباوى الصحراوى هو معرفة الصحراء ودروبها ومساربها وهى معرفة ليست سهلة فالصحراء كالبحر, اذا لم تكن على معرفة وخبرة فى الابحار واتجاه الرياح ومعرفة فصول السنة وموسم الامواج والعواصف فسوف يدركك الغرق وينتهى بك الامر الى قاع البحرلتكون وجبة لذيد للاسماك؟ كذلك هى الصحراء اذا لم تكن على دراية بدروبها ومعرفة معالمها من جبال ورمال ونجوم بالسماء حتما سينالك التيه وسينتهى بك الامر الى الضياع والموت عطشا لتكون بعدها وجبة لذيد لوحوش الصحراء الشاردة او لطيورها الجارحة؟
فى قرية تجرهى النائية فى اقصى الجنوب الليبى والتى تقع على بعد 75 كلم من منطقة القطرون وعلى بعد 300 كلم من مدينة سبها حاضرة مدن الجنوب الليبى عرف احد اهم رموز ووجهاء قبيلة التبو وهو الشيخ " بركاى كستو" وكان يلقب ايضا باسم " بركاى أديقا " كان شيخا لمنطقة تجرهى لعقود من الزمن هذا الشيخ عرف عنه الحكمة و الحنكة , والذكاء ,ومعرفة العادات والتقاليد , وخبرة الصحراء كان دليلا صحراويا بامتياز يحفظ دروبها عن ظهر قلب...ابتداء من صحراء ليبيا, الى صحراء النيجر, الى صحراء تشاد وهى مناطق سكن التبو . الشيخ بركاى رحمه الله كان شخصية بارزة فى الجنوب الليبى بالاضافة الى مهمته كمختار محله او شيخ منطقة كان مشهود له بمعرفة العادات والتقاليد المثوارتة لقبيلة التبو وكثيرا ما كان يساهم فى فض المنازعات والصلح ذات البين فى امور القتل والدية والزواج والطلاق بين ابناء التبو... كان مصلحا اجتماعيا ودليلا صحراويا ورمزا وطنيا اعتمدت عليه الحكومات المتاعقبة على ليبيا فى عهد المملكة الليبية ثم فى عهد الجمهورية فى تأمين الحدود الجنوبية لليبيا باعتباره دليلا يخبر الصحراء كانت تستعين به كلما لزم الامر..
لم ينل هذا الشيخ رحمه الله حقه من التكريم للاعمال الوطنية التى قدمها للوطن , ولم ثوتق الذاكرة التاريخية و الوطنية لليبيا خبرته وعطاءه او حتى سيرته ..واذ نسلط الضوء على سيرته فى صفحة تبوناشن نفتخر به ونعتز بانتمائة لقبيلة التبو والتى عمل جاهدا من اجلها وقدم ما امكن من خدمات اجتماعية بمنطقته تجرهى والجنوب الليبى عموما..
نسال الله له الرحمة والمغفرة وجعل كل ما قام به لوطنه ومجتمعه فى ميزان حسناته..