هل هناك نمودج للمصالحة يقتدى بها فى جنوب افريقيا ...؟
مآساة التحرير والمصالحة في جنوب أفريقيا
مانديلا كما لم يراه معارضيه؟
مقال منقول:
منذ تسلم المؤتمر الوطني "السلطة" عام 1994 تضاعف عدد الأشخاص الذين يتقاضون أقل من دولار واحد في اليوم ، أي من 2 مليون مواطن إلی 4 ملايين عام 2006.
أزدادت نسبة البطالة بين السكان السود بين عامي 1991 و 2002 من 23% إلی 48% أي أكثر من الضعف.
من سكان جنوب أفريقيا السود ال35 مليونا ، خمسة آلاف فقط يتقاضون أكثر من 60 ألف دولار سنوياً ، أما عدد البيض - وهم أقلية - الذين يتقاضون هذا المدخول أكثر بعشرين ضعف من عدد السود ، ويتقاضی أغلبهم - أي البيض - أكثر من هذا المبلغ بكثير.
بدل إسترجاع ملكية المزارع لأصحابها من السكان السود ، تم طرد مليون شخص من المزارع في أول عشرة سنوات من حكم المؤتمر الوطني.
إخلاءات كثيرة أخری من المنازل ساهمت قي إزدياد عدد الأكواخ بنسبة 50% في العام 2006 ، أكثر من ربع سكان جنوب أفريقيا - وهم من السود - يعيشون في أكواخ ومدن الصفيح التي لا تصل المياه والكهرباء إلی معظمها.
في المكان الذي صدق فيه ميثاق الحرية في بلدة في ضواحي كيب تاون وحيث أطلق ثابو مبيكي علی ساحة الولاء إسم والتر سيسولو تيمنا بأحد قادة المؤتمر الوطني في ذكری الخمسين لميثاق التحرير الذي أعلنوا فيه انهم سيحررون جنوب أفريقيا ، هناك بطالة تقدر بنسبة 72% من سكان البلدة.
عدا ذلك ألتزمت حكومة المؤتمر الوطني بتسديد ديون حكومات الفصل العنصري التي تراكمت فوائدها حيث كلفتها في أول سنواتها فقط دفع 30 مليار راند أي 4.5 مليار دولار ، ذهبت من عرق وجهد السود لتغطية ديون راكمتها أرباح الطبقة البيضاء ، بينما دفعت الحكومة نفسها 58 مليون دولار فقط لتسعة عشر ألف لعائلات وضحايا القتل والتعذيب ، فتأملوا.
تم الإشتراط من حكومة الفصل العنصري علی المؤتمر الوطني إبقاء كل الموظفين لدی الحكومة البيضاء في أعمالهم وكانوا من البيض ، ويقدم تعويضات ضخمة مدی الحياة لكل من يريد مغادرة عمله ، لذلك كان الحكومة تتحمل تكاليف حكومة الهامش ، وحكومة الظل البيضاء التي غادرت عملها ، فكان 40% من نفقات الحكومة علی الديون يذهب لصالح صندوق التعويضات ، الذي في معظمه يذهب لموظفي حكومة الفصل العنصري السابقة.
وعود مانديلا بتأميم المناجم والبنوك والشركات الكبری لم تذهب أدراج الرياح تحت عبئ الديون فحسب ، بل كان يبيع ممتلكات أخری للدولة ، حيث بين عامي 1997 و 2004 باعت حكومة جنوب أفريقيا ثمانية عشر مصنعاً ، جمعت منهم 4 مليارات دولار خصص نصفهم لصندوق الدين الذي كان يذهب للإيفاء بديون البيض علی الحكومة أو كتعويضات لهم.
فالذي حدث هو تعويضات معكوسة للبيض من السود الذين لم ينالوا إلا حمم جهنم من الإتفاق السياسي الذي وقعه مانديلا.
رئيس لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا ، رئيس الأساقفة ، دوزموند توتو في تقريره النهائي مارس 2003 ، واجه الصحافة بكل مالم ينجز عن التحرير : " هل يمكن أن تفسروا كيف يستيقظ اليوم إنسان أسود في أحد الغيتوهات القذرة ، بعد مرور عشرة سنوات علی إستعادتنا للحرية ؟ ثم يقصد المدينة ليعمل فيها ، حيث معظم السكان لا يزالون من البيض ويسكنون في منازل أقرب منها للقصور ، ثم يعود في نهاية النهار إلی بيته في منطقة فقيرة ؟ لا أعرف لماذا هؤلاء الأشخاص لا يقولون بكل بساطة ، فليذهب السلام إلی الجحيم ! فليذهب توتو ولجنة الحقيقة إلی الجحيم "
فعن أي مصالحة وتحرير قام بها مانديلا وعن أي أمثلة تنصحون بها أبناء مدنكم المحتلة وقبائلكم يا " بعض" قيادات النظام السابق !!