بين الشيعة والسنة

هم..

"انجس من الكفار وأكثر عداء منهم لدين الله "..

هذا الوصف القاسى ليس فقط ما تقوله ادبيات السنة عن الشيعه ..

بل هو ايضا ما تقوله ادبيات الشيعة عن السنة ايضا..

ومن الوصف والعنف اللفظى انتقل الامر الى ضرورة تصفية وجودهم وسفك دمهم وتخريب مدنهم ، اى الى العنف الجسدى بأدواته من السيف والرمح والنبال منذ ثلاثة عشر قرنا الى المدفع والصاروخ والمتفجرات والانتحاريين فى عصرنا الحديث..

أنه "مخزون العنف المقدس"..

فى الذاكرة الجمعية للمسلمين ، للاسف ، الذى يعبر عن نفسه كلما جاء زمن حدث فيه خلاف، حتى لو كان خلافا سياسيا حول المصالح لا علاقة له لا بالدين ولا بالمعتقدات..

فلابد حسب القواعد السائدة فى وعى مجتمعاتنا ..

أن نغتال خصمنا شخصيا ، فنبدأ بنسبه واصله، فهو غريب عنا وليس منا بل دخيل علينا ومن الافضل ان يكون من نسل مكروه فى تراثنا حتى نكسبه عداء الناس..

وهو وأتباعه خوارج لعنهم الله ونبيه و علينا ومن باب ايماننا ان نلعنه ايضا..

ثم هو وتبعا لذلك اصبح مستباح الدم وازهاق روحه واجب بل وفرض دينى..

فتنطلق الدهماء ..

منسجمة وراء اناشيد الموت وروائح الدم والبارود ومناظر الجثث والبيوت المهدمة..

تبحث عن نصر لن يتحقق..

وعن مستقبل لن يأتى ابدا..

فالمستقبل لا يأتى لمجرد مرور الزمن..

ولكن لاننا نعد له بالعقل المبدع ..

وفى اجواء من السلام والاستقرار..

تسمح له ان يتحقق..

أن اردنا ..

أن نخرج من هذا البئر العفن الاسود ..

لابد ان نتعلم ان العداء هو حالة مؤقتة ..

ولا يجب ان نجعله مقدسا ..

ونبحث له عن جذور دينية ولو كذبا..

وان الحرب وضع استثنائى..

وان السلام هو المناخ..

الذى لا يمكن ان تبنى الامم بدونه..

upload.jpg