الطوارق والتبو...

صحراء الجنوب الليبى كان شاهدا على صراع طويلا وداميا بين عمالقة الصحراء التبو والطوارق فى وقت كانت فيه الصحراء لاتعرف غير الفارس الملثم الذى يمتشق رمحه ويمتضى صهوة جواده يقارع الموت فى سبيل الحياة حتى وان  تطلب دلك غزو الآخرالشريك له فى الصحراء...انها طبيعة الصحراء القاسية التى لاترحم الضعيف.
التبو والطوارق خاضوا معارك ضارية ضد بعضهم البعض فى غابر الازمان وسالت دماءهم على اطراف الصحراء من اجل السيادة والسيطرة على طرق التجارة ومصادر الحياة من ماء وكلاء ومرعى. وبعد صراع مرير ادرك عقلاء القبيلتيين انها حرب خاسرة ..حرب لاغالب فيها ولا مغلوب ..حرب الاخ ضد اخيه وما من سبيل فى ان يسيطر احدهما على الآخر..ومن الحكمة الجلوس والتفاهم فجلس اعيانهم وابرموا عقد صلح وتفاهم سمى الميدى ميدى مضى على عقده المائة عام او يزيد انه حلف دائم بين القبيلتيين تنص بنوده على حسن الجوار وعدم الاعتداء.. والتحالف ضد الغريب المعتدى للدفاع عن العرض والشرف. لازالوا ابناء التبو والطوارق يحافظون على هذا الميثاق رغم المشاكل التى تحصل بين ابناء القبيلتيين بين الحين و الآخر.
التبو والطوارق فى حاجة الى تفعيل هذا الميثاق ليكون اكثر تاثيرا وفعالية ..فما يوحد القبيلتيين بالوقت الحاضر اكثر مما يفرقهما .
الاطهاد..والتهميش..والتهجير..والظلم ..وطمس الهوية الثقافية هى عوامل مشتركة توحد القبيلتيين ..والاهم من دلك كله هو الامل فى غدا افضل يعيش فيه كل .الليبين فى امن وامآن ومساواة فى الحقوق

الصورة اعلاه النسخة الاصلية من الاتفاقكتبت  قبل مائة عام