مقال فى حاجة الى قرأة متأنية رغم تحفظنا على بعض ما جاء فيه عن قبيلة التبو...؟
الحرب الدائرة في سبها.. نتيجة طبيعية لضعف الدولة وهيمنة السلاح..
بقلم / محمد الامين
إن الجنوب الليبي حالة إهمال ، وحكاية ضيم وحرمان تطورت إلى كراهية وحقد دفين بين مكونات المنطقة، وجعلتها لا تتورّع عن البحث عن التحالفات مع أطراف وامتدادات سياسية وقبلية وعرقية داخل وخارج التراب الوطني.. السلاح منح المغلوب فرصة المقاومة وإزعاج الخصم، وأتاح للغالب فرصة مزيد الاستئثار والظلم وتوسيع المكاسب خارج منطق المواطنة والعدل والقيم الأخلاقية،، والنتيجة حرب بلا أفق سلام،، وبؤس بلا أفق تنمية.. النتيجة المروّعة هي أن أمن الجنوب لم يعد بأيدي أبنائه فحسب.. والسيطرة على مفاصله وخارطة تحالفاته وتوجيه سياسات الأجسام الفاعلة أيضا قد انتقل بطريقة مسيئة للمنطقة إلى جهات أخرى في الداخل والخارج..
الواضح في حالة فزان أن القبيلة قد تحالفت مع الميليشيا خلافا لمنطق التهدئة وإرساء السلام وخطابات ودعوات حقن الدماء وتوحيد الصف الوطني.. القبيلة للأسف لا تستطيع السيطرة على الميليشيا فاختارت احتواءها بشكل جزئي يضمن لها الاستفادة من سلاحها وشراستها ومكاسبها واتّقاء شرّها..
هذا واقع أليم يظهر في العجز الاجتماعي الكبير على تأمين توافق بين الأطراف المدنية للجم الميليشيات وتهدئة الموقف كي تستقر الحياة ونتفادى مزيد الدماء وتهديد حياة المواطنين الأبرياء..
المظهر الآخر من مظاهر العجز الاجتماعي هو أن الجيش ومن يمثله قد وجد نفسه دون غطاء سياسي ومدني فالأجواء أجواء حرب بالكامل ولغة الحوار والعقل معطّلة..
لكن هنالك أسئلة كثيرة وتحفظات حول دور الجيش في الجنوب وهويته وتكوينه ربّما أدت إلى هذا الأمر!!
هنالك ممارسات خاطئة وتجاوزات واعتداءات لبعض قبيلة أولاد سليمان ألبت عليهم الرأي العام في مدينة سبها. فقد احتكروا أغلب المناصب المدنية والأمنية والعسكرية ودخلوا في لعبة الاستئثار والهيمنة، البعض منهم يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف.. لكنهم يتجاهلون حقيقة تغير الظروف والمعطيات التاريخية المستجدة، وضجر الناس وسكان الجنوب من منطق الاستعلاء والاعتداد المفرط بالقوة.
لقد كنت من أوائل الذين دعوا عقلاء أولاد سليمان إلى تحكيم العقل ومعالجة الوضع بالحكمة والبصيرة التي تتناسب مع حساسية الوضع ومخاطر اندلاع مواجهة طاحنة مع التبو وغيرهم من القبائل التى تعرضت للظلم والقهر .... لكنني أرفض كذلك ما تقوم به بعض مليشيات قبائل التبو من اعتداءات وانتهاكات وتهريب للبشر وجلب مقاتلين ومرتزقة للقتال الى جانبهم في الصراع الدائر رحاه الان في الجنوب .
لا بدّ أن لا ننسى أن سبها في الجنوب حاضرة رئيسية، وهي مثل طرابلس بالنسبة إلى الشمال، وبنغازي في الشرق.. إنها مدينة الجميع ولا يمكن ان يستأثر بها طرف دون آخر.
لا بدّ أن نتحدث بوضوح عن نقاط يتجاهلها البعض أو يحاولون إخفاءها لأسباب تخصّهم.. لنتحدّث بصراحة كي لا نترك المجال مفتوحا للتعمية وإخفاء الحقيقة..
لا بُدّ اليوم من وقفة ننحاز فيها إلى الحقّ ومنطق العدالة حتى نحمي ما تبقى من البلد، والحلّ قبل شيء هو البعد عن الجهوية والقبلية، وضبط العناصر المتهورة لدى جميع الاطراف الغير المدركة لعواقب الأمور.
لنتذكّر أن ليبيا لو تفتّتت، فإنها لن تتفتّت من برقه ولا من طرابلس.. بل سيبدأ دمار الكيان الليبي الواحد من الجنوب لأن كافة عوامل الانقسام وأسبابه ومحفّزاته متوافرة تماما..
والله من وراء القصد.. وللحديث بقية.