الاسلام الى اين...؟
تفاجأ معظم المسلمين ، بما تقوم به داعش وأشباهها من أعمال وحشية، سواءً قتلاً أو سبياً أو حرقاً لأحياء، وتتعدد المواقف والمشاعر، ما بين مستهجن لهذه الأعمال، أو مرحب بتطبيق الشريعة وفق أصولها، والكثير منا وجد نفسه متهماً بشكل أو بآخر، فإما حاول نفي الشبهة عن الإسلام، أو وقف ضعيفاً وقد ورط بما لا يرضى به.
ورغم فجاعة المشهد، إلا أن رب ضارة نافعة، فلعله قد آن الأوان لكشف الغطاء عن الإسلام الموروث، الذي يقدم معتنقيه إلى العالم بصفتهم الأكثر إرهاباً على وجه الأرض، ولعل ما يحصل يفسح المجال أمام المسلمين للبحث عن دينهم، عبر تحطيم هذا القالب الذي لا يمس، سواءً كان قالباً للشافعي أم للبخاري أم للسيوطي أم لرجل الدين الأقرب.
فمن يتجرأ على نقد البخاري أو ابن كثير أو مناقشة صحة ما كتباه هو كافر لا يسمع منه، ورغم وجود عدد لا بأس به من المفكرين في العالم بحثوا في الإسلام المعاصر ونادوا بالتغيير، ومنهم من دفع حياته ثمناً لأفكاره، إلا أن صوتنا بقي ضعيفاً أمام صوت الموروث القائم على الآبائية.
واليوم إذ يبحث المدافعون عن الإسلام عن مخرج لما هم فيه، بدأ كثير من المسلمين التساؤل عن صحة ما بين أيديهم من موروث، فداعش تستند في كل أعمالها إلى أمهات كتب الفقه الإسلامي، وتستقي مراجعها من المنهل ذاته الذي يستقي منه الأزهر وقم وما يسمى بالإسلام الوسطي مراجعهم، فهل العلة في الإسلام؟ أم في المسلمين؟ فإذا كان الإسلام مختلفاً عن المسلمين فهذا يعني أنه دين نظري يعيش في فراغ، ويتجسد فقط على صفحات الكتب، وإذا كان واقع المسلمين يمثل الإسلام فمعنى ذلك أننا أمام مشكلة كبيرة لن تنتهي بالقضاء على داعش ومثيلاتها، وكيف نفهم بالتالي قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران 110)؟
وكثيراً ما نسمع اليوم أن الإسلام في وسطي معتدل لا غبار عليه، ليس فيه قتل وذبح وإرهاب، ومن هنا ولدت المفاجأة بما يرتكب باسم الإسلام، وأقول نعم، هو إسلام معتدل، لأن رجل الدين كان يأخذ ما يناسب هواه وهوى السلطة ويترك الباقي، وإسلامه معتدل طالما لا يملك السلطة، فإن ملكها أصبح داعشي