لعبة الابتزاز...
مقال منقول...
لعبة الإبتزاز والأستنزاف
* ترامب يشن حملة بعنوان ( أدفعوا ثمن الحماية ) ، بينما العميل خاشقجي ينزل بتركيا وتقوده خطيبته التركية خديجة للقنصلية ليختفي هناك ، وفي تركيا فجأة بعد اللهجة الشديدة يقوم شهود الإثبات في قضية القس الأمريكي برانسون بالتراجع عن اقوالهم وتغيير إفاداتهم ، ليتم الإفراج عنه رغم إتهامه بالتجسس ودعم منظمات تعتبرها تركيا إرهابية ، مثل جماغة غولن وحزب العمال الكردستاني ، كذلك متهم بالمشاركة في المحاولة الأنقلابية على اردوغان في 2016 .. ( تزامن مثير) !!
* أردوغان البرغماتي لم يفوت الفرصة ، ورغم أن بلاده تتصدر قائمة الإنتهاكات وسجن الصحفيين بالعالم ، لكنه رفع الصوت بالبكاء على خاشقجي لمغازلة أمريكا لعلها تخفف العقوبات الأقتصادية ، ومداعبة قطر المستفيدة من توريط السعودية والتي دعمت الليرة التركية بمليارات الدولارات ، والأهم هو القفز لكسب نقاط في ظل المنافسة التركية السعودية على قيادة الدول الإسلامية السنية ..
* صحف الدولة الأمريكية العميقة أيضا في إطار حربها مع ترامب ، أستغلت الفرصة لإحراجه ، فقامت واشنطن بوست بنشر تفاصيل الإغتيال والإشارة للتسجيلات التي تملكها تركيا حول الحادثة .. والنيويورك تايمز نشرت أيضا أحداث الأغتيال وفقا لمصادرها ، حيث كانت بأوامر بن سلمان ونفذها 15 عميل سعودي وصلوا يوم الحادثة وقاموا بقتله وتقطيع أوصاله بمنشار للعظام .. فأشتعل الرأي العام !! .
* من جانب أخر ، بينما السعودية تعد لإقامة المؤتمر الاستثماري المعروف باسم "دافوس في الصحراء" والذي يبدأ 23 أكتوبر ، وتعول عليه كثيرا لجذب المسثتمرين ، وتلميع صورة بن سلمان دوليا ..
لتأتي الضربة بإعلانات الإنسحاب الكبيرة من المؤتمر منها شبكتا بلومبرغ و سي إن بي سي ، وصحف نيويورك تايمز و إيكونومست و فايننشال تايمز وشبكة سي إن إن ، وعدد من الشركات منها أوبر وفياكوم و إيه أو إل ، والملياردير البريطاني ريتشارد برانسون علق عمل مجموعته فيرجن غروب مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي المقررة بعقد مليار دولار .
كذلك عدد من المسثتمرين أعلنوا الانسحاب من مشروع مدينة نيوم الاقتصادية التي تبلغ كلفتها 500 مليار دولار .
* قناة العربية تتلعثم في الرد وأستحضرت مفردات التأمر والكذب وشهود الزور والحملة الإعلامية ، وكأنها تناست قيامها بذات الدور سابقا ضد ليبيا وسوريا واليمن والعراق وإيران .. وربما فهمت أخيرا قول العقيد ( كلكم جايكم الدور ) .. إليس العقاب من جنس العمل ؟؟ .
* ترامب بذات وقاحته المعهودة ، لمح لعقوبات قاسية إذا ثبت تورط النظام السعودي في الأغتيال ، لكن تلك العقوبات لن تكون على حساب صفقات الاسلحة التي فاقت 110 مليار دولار .. وبريطانيا تلمح لإعداد قائمة عقوبات على شخصيات في النظام السعودي .. والعين على الخزينة السعودية !!
* نعلم أنه الإبتزاز الأمريكي المعتاد الذي تستخدمه لوبيات النهب الدولي ، وللأسف السعودية بغباء شديد أحرقت كل قوارب النجاة ، فخسرت دول الجوار والمنطقة العربية وتأمرت على إيران وخسرت روسيا ، وربطت حياتها باللاعب الأمريكي والأوربي والتركي الذين بدأوا لعبة الأستزاف للخزائن قبل الإطاحة بإبن سلمان .. وربما آل سعود كلهم في مهب الريح .
* شبح الخوف السعودي من تفعيل القانون الأمريكي الذي أصدر في 2016 حول الإرهاب ، مما قد يجعلها تخسر كل الأرصدة السعودية في أمريكا والمقدرة بنصف تريليون دولار ...