Toboupost تبوبوست

View Original

وثائق سرية للمخابرات المركزية الامريكية ...عن ما حدث فى انقلاب سبتمبر 69 فى ليبيا ؟

 
وثيقة امريكية يعود تاريخها الى 9-9-1969م رفعت عنها صفة السرية مؤخرا، تكشف ما كانت تعرفه الحكومة الامريكية عن سقوط الملكية في ليبيا.
الوثيقة عبارة عن مذكرة سرية اعدتها وزارة الخارجية الامريكية و وكالة المخابرات المركزية بناء على طلب مستشار الامن القومي هنري كيسنجر لتقديمها الى الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون، حول سقوط الملكية المباغت في ليبيا.
سري إجراء
29 سبتمبر 1969م
مذكرة الى: الدكتور كيسنجر [مستشار الامن القومي في إدارة الرئيس نيكسون]
من: هارولد اتش سادرز [احد موظفي مجلس الامن القومي الأمريكي]
الموضوع: ملخص تقرير عن انقلاب ليبيا
طلب مني الكسندر هيج [كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة نيكسون] تجهيز ملخص قصير للورقة التي أعدتها وزارة الخارجية عن انقلاب ليبيا، المرفق (أ).
التوصية: ان تقوم بإحالة الملخص في المرفق (أ) الى الرئيس إذا استحسنتم ذلك.
اتش اتش سادرز: RN:9/29/69
سري معلومات
ا أكتوبر 1969
مذكرة مرفوعة للرئيس
من هنري كيسنجر
الموضوع: تقرير عن الانقلاب الليبي
بناء على طلبي قامت وزارة الخارجية بإعداد مذكرة (مرفقة) تفسر أسباب الانقلاب الذي وقع في ليبيا مؤخرا ، و توضح لماذا بدى كمفاجأة لحكومة الولايات المتحدة، و فيما يلي الاستنتاجات الرئيسية لوزارة الخارجية و هي في اتفاق مع استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية [الامريكية]:-
1) الانقلاب العسكري الذي قامت به مجموعة من الضباط الشباب ذوي الرتب الدنيا في الأول من سبتمبر 1969م لم يكن مفاجئا الا من ناحية التوقيت وهوية قياداته، اذ انه و منذ فترة كانت هناك مؤشرات واضحة على وجود اخطار جدية توشك أن تحيق بالحكم الملكي المطلق للملك ادريس الطاعن في السن، كان اكثرها خطورة:-
- تطرف الرأي العام العربي، خصوصا بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967م
- الفساد واسع النطاق الناجم عن الانفاق التنموي الكبير الممول من عائدات النفط المتزايدة
- عجز العرش عن القيادة.
هذه العوامل و غيرها خلقت مناخا ملائما للتغيير استغلته عناصر شابة مقتدرة متذمرة من عناصر الجيش الليبي.
2) عدة عوامل ساهمت في عنصر المباغتة في الانقلاب:
صعوبة التغلغل في المجتمع الليبي، فحتى الانجليز المسئولين الرئيسيين على تدريب الجيش الليبي منذ الحرب العالمية الثانية، لم يكونوا على علم به، و لا الاتحاد السوفيتي على ما يبدو، و لا مصر و لا الدول العربية الأخرى.
- اتصالاتنا مع الجيش الليبي كانت مقيدة.
- الانقلاب قام به ضباط صغار كانت اتصالاتهم بالأجانب مقيدة بشدة و حركتهم كانت منعزلة عن جيل القيادات الذين كنا نتوقع أن يأتي منهم الانقلاب.
تعليق:-
بالرغم من أن النظام الجديد قد ينخرط بفعالية أكبر في القضية الإسرائيلية الا انه من السابق لآوانه الجزم بصلة الانقلاب المباشرة بالنزاع العربي الإسرائيلي لكن يبدو من المنطقي القول بأن حرب 1967 اطلقت العنان لقوى أطاحت بالملكية في موعد اقرب مما لو كانت الحرب لم تقع.
سري
سري
وزارة الخارجية
واشنطن دي سي 20520
9 سبتمبر 1969م
سقوط الملكية الليبية
ملخص

الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملك ادريس البالغ من العمر 79 سنة، في الأول من سبتمبر كان مفاجأة فقط من ناحية توقيته و من ناحية السرية التي أحاطت بهوية قياداته. و على كل حال فقد كنا مدركين من مدة أن الأخطار على تقاليد الحكم الدستوري الممتد لـ 18 عاماً آخذة في التنامي، لقد ذهبنا إلى أقصى الحدود غير المعتادة من سفارة اجنبية في لفت نظر الحكومة الليبية إلى نقاط ضعفها. و في السنوات الأخيرة يبدو أن تصدعاً قد أصاب القوى السياسية التي وُضعت في توازن دقيق منذ ان حصلت ليبيا على استقلالها سنة 1951م. نقاط الضعف تلك بالإضافة إلى تزايد قدرات الجيش، و تزايد السخط فيه، تفاقمت إلى مستويات خطيرة خلال الأشهر الستة الأخيرة، و بالتحديد نتج ذلك إلى حد بعيد من الانتقادات للسياسة الخارجية الليبية الدفاعية السلبية، و القرف من استشراء الفساد و من الضعف المتزايد والمزاجية للنظام الذي يحكم ليبيا، و لقد سلطت الضوء على ذلك وزارة عبدالحميد البكوش المتنورة الذي عزله الملك من حوالي سنة مضت و لم يكن قد مضى على توليه الوزارة الا فترة قصيرة.
ليبيا التقليدية
طيلة الـ 15 سنة التي اعقبت الاستقلال الليبي عاشت البلد في فقر متقوقعة على حافة الشرق العربي. فقد حكم الملك ادريس البلد بالأوامر الشخصية، و لم تكن المؤسسات الحكومية سوى اوعية جوفاء تعكس قبضته على الحكم. و كل مصادر السلطة الأخرى كانت اما هزيلة او تم استخدامها ضد بعضها، و لم يكن هناك أي رمز وطني سوى الملك، فلم تكن هناك أي أحزاب سياسية، و كانت اتحادات العمال تحت السيطرة الحكومية، و تم مراراً و تكراراً التدخل لإجهاض محاولات طلاب ليبيا لتكوين اتحاد، اما الجيش فقد تم اضعافه، و تم تغليب القوة المتحركة الأكثر عدداً عليه.
منتصف الستينات – نقطة تحول
شهد منتصف الستينات بداية تغيرات جذرية أدت في المحصلة إلى خلق ظروف مواتية للمتآمرين و جعلت في النهاية نجاحهم ممكنا، و فيما يلي ثلاثة نقاط جديرة بالاعتبار.
تأجيج الرأي العام العربي
لم يُثر العدوان الثلاثي سنة 1956 أي مشاكل داخلية خطيرة للحكومة الليبية الموالية للإنجليز. لكن على العكس من ذلك، عندما اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967م، فقد انشق عدد من الوحدات العسكرية و انضمت إلى الجمهورية العربية المتحدة، و أخذت الحكومة على حين غرة بعنف الغوغاء المعادي للنظام و للأمريكان، و اكتسحت الفوضى البلاد طيلة أسبوع تقريبا، وبشكل رئيسي لم ينقذ البلد في ذلك الحين الا الانهيار السريع و الاذلال الذي تعرضت له الجيوش العربية. في اعقاب ذلك بقليل علّق وليّ العهد قائلا "اذا كُتب للحرب ان تتواصل لمدة 10 او 15 يوماً أخرى، فإن ليبيا تكون قد انتهت". في اعقاب حرب 1967م تأجج الرأي العام في ليبيا إلى مستويات غير مسبوقة، و اصبح صعباً على الامريكان التواصل مع معظم المستويات في المجتمع الليبي، بالإضافة إلى ذلك فان التطرف الذي