الثقافة التباوية -- أو الكنتداه..
·
هى باقة القيم الاجتماعية العتيدة فى المجتمع التباوي , والمنقولة بالثوارت من السلف الى الخلف , والمثمتلة في العادات والتقاليد والدين واللغة والعرف الاجتماعي، هذه الباقة في مجملها تشكل الهوية والشخصية التباوية ، هذه الشخصية التي عرفت بالشجاعة، والكبرياء ، والشهامة ، والكرامة والتضحية والفزعة للقريب والبعيد والكرم ، والاعتزاز بالماضي والفخر بالحاضر ، هذه الشخصية عرفت ومند القدم بالاستقامة والاعتدال في كل مناحي الحياة ، حيث شكلت هذه القيم انسانا فريدا في نوعه ، مختلفا في محيطه ، متفردا في صفاته ، وكانت للطبيعة الصحراوية القاسية دورا هاما في تشكيل شخصيته ، فاكسبته الشدة في مواجهة الصعاب ، والصبر على تحمل المشاق والمودة في احتواء العواطف؟
تتعرض هذه الثقافة التباوية الى الاستلاب، والغزو كما تعرضت غيرها من الثقافات المجتمعية في الجوار في ازمنه مختلفة ،و التى عاشت ولا تزال تعيش في محيطها، فتعرضت الكنتداه التباوية الى الابتدال و الامتساخ، وكان نتيجتها صنع شخصية تباوية من سلالة هجينة ، يدعي الاصالة ويفتخر بالماضي ، ولكنه إنسان يمارس الخداع الثقافي على نفسه وعلى مجتمعه ؟
هذا النمودج الهجين لانسان مختلف ، ومستلب هو نتاج تزاوج قيم مجتمعه، والمجتمعات الاخرى ، اصبح هذا الإنسان يحتقر لغته ، ويزدرئ عاداته ، ويتنكر لعرفه --- انسان أصيب بالأنا المرضية اصابة بالغة فاصبح الانسان التباوى انسان مشوه له اعراض على النحو التالي : تباوي المظهر , هجين الثقافة , اناني الشخصية , ناهم للسلطة , وهو على استعداد بالتضحية بالكنتداه وبباقة القيم من اجل مصلحته الشخصية،؟
في تقديري----- من اهم العوامل التى أثرت في هذه الشخصية المبتدلة ،هى الطفرة الاقتصادية التى طرأت على بعضا من ابناء التبو نتيجة ممارسة انشطة مشبوهة ,والتي بدورها قسمت المجتمع التباوى الى طبقة اغنياء-مترفين ,وطبقة فقراء-معدمين , هذا التصنيف بدأ يؤثر على موروثه التقليدى -وتقاليده العتيقة فى قضايا الزواج والطلاق ---والحلال والحرام، والمعقول واللامعقول -،اذا اردت التأكد من حجم الكارثة فما عليك إلا أن تشاهد أفراحهم في مناسبات الجواز ؟
علي أنر - باحث في الثقافة التباوية