=الطريقة التباوية التقليدية لتحضير بذور الحنظل واستعمالها كغذاء=
"الحنظل" أو العلقم -- باللغة العربية
– "أبر"-- باللغة التباوية
الحنظل …..نبات حولي من الفصيلة القرعية إسمه العلمي (Citrullus colocynthis). وهو نبات يمتد على الأرض مثل البطيخ إلا أنه أصغر ورقا ومنه النوع الناعم المكدس الحب ومنه النوع الخشن الثقيل الأصفر .
هذا النبات يفترش الأرض ويمتد لمسافة من 3 الى 4 متر , وأوراقه خشنة يخرج من تحتها خيوط تلتف على النباتات والأوراق القريبة منه لتثبته بالأرض. يشتد نموه في بداية الخريف و تخرج الأزهار وهي صفراء بها خمس بتلات, وثمرتها كروية الشكل خضراء أصغر بقليل من التفاحة، والحنظل عموماً ثمرته و أوراقة شديدة المرارة. وبعد أن تنضج الثمرة يكون لونها مصفر، وبها بذور كثير.
ينمو ويوجد هذا النبات في حوض البحر الأبيض المتوسط , وآسيا وشمال أفريقيا , وفي دول الصحراء الكبرى -وينمو بكثرة في كل من ليبيا , النيجر , تشاد, السودان , مصر.
كل ما عرف عن هذا النبات هو مرارته حتى أصبح يضرب به المثل فيقال " أمر من الحنظل"--
بذور الحنظل عرفت قديما كغذاء في بعض ثقافات الشعوب -فقد عرفه العرب القدماء والتبو على حد سواء-وكان العرب يتخلصون من مرارة الحنظل بغسله بالماء والملح أكثر من مرة حتى تذهب مرارته - ثم ينشر في الشمس لتجف , تم يؤكل كغذاء أيام القحط والجوع , الحنظل به مكونات كثيرة وأهمها الزيت يستخرج منها زيت يسمى " زيت الحنظل"--- وهو يستعمل في الطحين عند بعض الشعوب .
الطريقة التقليدية التباوية لمعالجة بذور الحنظل وجعلها صالح للأكل؟
===================================
يقال ان الحاجة هي أم الاختراع —فى صحراء غير ذي زرع , ونقص في الماء و الغذاء ,يعتمد الإنسان في غذائه على ما تجود به الطبيعة من محاصيل نباتية و حيوانية — النباتات الصحراوية البعلية والتى تنمو تلقائيا بعد موسم الأمطار تعتبر مصدر هام من مصادر الغذاء,لذى فقد استغل الإنسان التباوي - النباتات والأعشاب البرية الجافة والمرة التي في بيئته و عالجها بطريقته حتى أصبحت صالحة للأكل والتي منها الحنظل والدوم ؟
التبو من أوائل الشعوب التي عرفت واستغلت نبات الحنظل كغذاء وابتكرت طريقة فريدة وتقليدية للتخلص من مرارته.
الطريقة====
—---------
1-تجمع ثمار الحنظل وتسمى باللغة التباوية ( أبر صولي)- من الأودية وسفوح الجبال بعد أن تجف, بعد موسم الأمطار ,عندما تجف الأوراق والخيوط التي تحمله حيث تكون الثمار جافة و صفراء— بعد ما كانت خضراء , تقطع الثمار وتجمع من النبات بعد التأكد من جفافها.
2-تجمع الثمار في سلال خاصة اسمها " دوشيي" مصنوعة من أوراق نبات الدوم والنخيل , وتحضر الى البيت حيث تقوم النساء بتكسيره-ألابر صولي - الثمرة بعصا غليظة وفلقه إلى نصفين , وهذا العمل تقوم به النساء فى مجموعات , لأنه عمله شاق جدا ويجمع اللب في دوشيي ويترك حتى يجف؟
3-يتم التخلص من القشرة الخارجية للثمرة عن طريق الفصل فى وجود الرياح ,حيث يذهب اللب الجاف والذي بالعادة يكون ابيض مع الريح وتبقى البذور مع بعض المخلفات فقط ؟
4-تقريبا 50% من البذور تفصل يدويا, وتقشر من القشرة الخارجية بعد فصلها.
5- تبدأ بعدها عملية تحضير , الرماد من النار ( وهي بقايا الرماد المتبقي من النار ) وبالعادة تحضر من شجرة خاصة وهي شجرة " تاهيي"- وهي خطوة ضرورية لمعالجة مرارة الحنظل؟
6-يذوب الرماد فى ماء فى اناء خاص ويخلط مع بذور الحنظل , المعدة سلفا حتى يغلظ قوامه , ثم يتم نشره على فراش يسمى "كابويي"-- تم يعرض للشمس حتى تجف؟
7-يحضر حجر خاص يسمى " توكيي أبرا "وهو حجر خاص من صنع الطبيعة حجر واسع واملس ,وتقوم امرأة بالجلوس خلفه وتقوم بعملية الفصل بطريقة فنية , ليس بعملية طحن كما في الحبوب والمشتقات الاخرى, ولكن تتم عملية الإزاحة في اتجاهين للأمام وللخلف. 50% من البذور تفصل بهذه الطريقة- حيث يتم جمع كل البذور بطريقة يدوية .
8-بعد هذه المرحلة هناك مرحلة فصل اخرى عن طريق " توقوا" وهو شباك او غربال من صنع يدوي من أغصان بعض النباتات , يوضع الخليط المحتوي على بعض البقايا من الرماد والبذور على هذا الشباك ,تقوم المرأة بفصله بمساعدة الريح, وتجمع البذور النظيفة فى حلة خاصة ,وتتكرر العملية أكثر من مرة حتى يحصل على كمية نظيفة ومناسبة؟
9-في مرحلة خلطه بالرماد يتم طبخه وتحريكه لأكثر من مرة ,حتي يتحول لونه الى اللون الاحمر و يستمروا بالطبخ , كلما قل الماء يضاف اليه ماء زيادة لاستمرار عملية الطبخ,هذه العملية تذهب مرارة الحنظل, بعد انتهاء عملية الطبخ , يوضع في إناء يسمى "أوشي" وهو إناء مثل الغربال, يصفي ويفصل محتويات بذور الحنظل عن الماء ,بعدها يتم جمع بذور الحنظل وتضع فى ماء نظيف , يغسل مرة أخرى وتنشر على " كوباي " في الشمس حتى تجف—يكون بعدها صالحة للأكل؟
ثمار الحنظل–المحضرة بهذه الطريقة تكون خالية من أي مرارة , وتؤكل مباشره او بعد خلطها بالثمر او الدوم …؟
طريقة تحضير قطران الحنظل لعلاج جرب الإبل ؟
==========================
الجرب هو من الأمراض الجلدية التى تصيب الابل , والإبل ثروة حيوانية مهمة لمجتمع التبو فهى وسيلة مواصلات , وغداء , ومال , لذلك حافظوا عليها عبر تاريخهم , وعملوا على وقايته من الأمراض _
قديما لم يكن مرض الجرب معروفا لذى قبائل التبو ولكنهم كانوا يعرفون أعراض المرض , فاكتشوا دواء من تقاليدهم لعلاج المرض من زيت نبات الحنظل وكان الدواء ناجحا _-
ويحضر المحلول المضاد لمرض الجرب من قشور الحنظل’ التي تحتوي على الزيت وتتم العملية في جرة تدفن تحت الأرض , وتوقد فوقها النار من روث الحيوانات؟ والتى توضع على سطح الجرة ’فيستمر مشتعلا طول الليل , فتنزل الحرارة ,فيتم تقطير من الجرة ويستقبل الزيت المحروق في إناء آخر جانبي عبر ممر من أسفل الجرة ويكون لون الزيت أسود وذو رائحة نفاذة؟
حصري لموقع –تبوبوست
علي أنر– باحث في تراث التبو
Your browser doesn't support HTML5 audio