هواءه والمعركة ضد الميلانين
===============
هواءه اسم علم مؤنت ( هكذا تنطق باللغة التباوية = هواءه وهو اسم مؤنت مشتق من اسم حواء باللغة العربية) هواءه ... صديقة وصاحبه ورفيقة قديمة , لم اللتقي بها مند مدة طويلة , والسبب هو كثرة مشاغلها واللتزاماتها الاسرية , حسب زعمها ؟ , هواءه صديقة طفولة وزميلة دراسة ورفيقة مرحلة صعبة من مراحل النضج والتربية في الجنوب الليبي كنا انا وهواءه , صديقتين مخلصتين, نسر لبعضنا كل احاديث الشقاوة التي كان يتم تداولها بين البنات بمرحلة المراهقة الانثوية ؟
في مجتمعنا التباوي المحافظ قل من يخبرك عن اسراره الاجتماعية وعلاقاته العاطفية , فتلك تعتبر من الامور المحظورة بنص قانون العرف الاجتماعي الغير مكتوب , ؟ فأذا اردت سبر اغوار هذا التابوا فما عليك الا الالحاح , والتقصي والاجتهاد ...؟ ثريت كثيرا قبل ان تهوى بي الظنون , عن سر عدم رغبة صديقتي هواءه , باللقاء معي , واجتهدت كثير في معرفة السبب , ولكن بدون نتيجة حتى ظننت بنفسي ظن السؤ بأنني ربما اخطأت فى حقها ؟
عند عصر ذلك اليوم من ايام الصيف , وبينما انا بالصيدلية بالجوار لاشتري دواء لأمي , اللتقيتها فجئة , وكانت مفاجئة سارة بالنسبة لي , ولكن يبدوا انها لم تكن كذلك بالنسبة لها؟ بعد السلام وتبادل عبارات المجاملة, شعرت انها على عجلة من امرها ولا تريد اطالة اللقاء معي؟ اقنعت نفسي وتقبلت الظرف فلربما هى فى ظرف طارىء؟...ولكن السؤال الذي راودني حينها هو: لماذا تغيرت هواءه على هذا النحو.. ؟ ما الذي غير بشرتها من سمراء ..الى بيضاء؟ هل هي مريضة باحدى الامراض الجلدية لسامح الله ؟ اردت ان اسألها هذا السؤال , ولكنها انهت اللقاء فجئة واستبقت باب الصيدلية دون حتى أن تنهي معي الحديث بشكل لائق وكانها بذلك التصرف ارادت, الامتناع عن اجابة سؤال ربما عرفت مسبقا انني سوف اسألها ...وهو ما الذي غير بشرتها ولونها ؟
يقولون " رب صدفة ,خير من الف ميعاد " ...لقد كان اللقاء صدفة وبالكاد تعرفت على صديقة عمري فقد تغير لون بشرتها وملامح وجهها ووحتى ابتسامتها المعتادة ولولا نبرات صوتها لما عرفت شخصيتها ؟
لم تطيل الحديث معي , واظهرت استعجالا غير مبرر ,و غادرت المكان فورا , حتى دون ان تحمل معها ما اشترته من الصيدلية من دواء؟
دفع الفضول صاحبة الصيدلية بعد ان شاهدت لقائي الحميم معها , وسألتنى ما ان كنت اعرفها ,فاجبتها " بنعم "... بانها صديقتي ولكن لم اللتقيها مند فترة , فطلبت مني ان احمل لها الدواء الذي نسته ؟ فقادني الفضول الى السؤال : انشالله هواءه مش مريضة ؟ فأجابت ..لأ مش مريضة هذه فقط ...كريمات تجميل وتبييض للبشرة ؟
السؤال عن كيس الدواء ..فتح سرا لم يكن في الحسبان ؟ وحل لغزا شغل بالي مند ما يزيد عن عام عن عدم رغبة صديقتي فى لقائي ؟ واعتقدت بانها لا تريد ان تظهر لي ما اتخدته من قرار فى حق نفسها فى تغير لون بشرتها باستعمال المراهم والكريمات الصناعية ؟
بعد هذا اللقاء عرفت , بان صديقتي هواءه , كانت احدى ضحايا المعركة ضد الميلانين والتي تجري بشراسة فى مجتمعنا هذه الايام , وهى معركة ضد البشرة السمراء بسبب الميلانين وهى صبغة اللون التى صبغنا بها الخالق مند ولادتنا , وهو السبب الرئيس في سمار بشرتنا ؟
تذكرت حينها اننا وفي احدى الامسيات المسائية في الماضي البعيد ,كنت قد تناقشت انا وهواءه عن ظاهرة تبييض البشرة والتى تقوم بها بعض السيدات في الجنوب؟ والاسباب التى ادت الى انتشار هذه الظاهرة ؟ وتذكرت ايضا بأن هواءه كانت تعارض هذه الظاهرة وتستهجنها بشدة ؟ لكن ما الذي حصل.. ؟ ولماذا غيرت رأيها واصبحت من الحزب المعادي للميلانين , حتى استقوت عليها بمراهم التبييض؟..تأسفت كثيرا , لقرارها والذي احترمه بالنهاية فهى حرية شخصية , ولها ان تفعل بجسمها ما تشأ ؟
ولكن اسفي كان فقط , ان تتبدل القناعات والعقائد كما , يبدل الليل النهار,
, لقد خسرت هواءه معركة مبادئها مبكرا , وسقطت مع اول عاصفة دعاية اجتاحت بني جلدتها وجنسها وثقافتها, حيث اقنعت نفسها, بان تغيير مظهرالانسان وشكله اهم من تغيير قناعته ومبدئه؟ وعرفت حينها انه وكعادة كل المعارك هناك خاسر ,و الخاسر دائما يحاول جاهدا ان يتوارى من القوم ويتبرأ من سؤ هزيمته؟
كم هواءه في مجتمعنا , وكم مرهم تبييض يشغل حيزا من ادوات زينتنا , وكم خدعة نحاول ان نخدع انفسنا بها , والتى ما تلبت ان تنجلي مع اول اشراقة شمس, ويرجع الميلانين يطفوا على سطح اجسادنا؟
تحياتي لكم , هراه أدم ....