تعرّفوا إلى تاريخ العمائم في الديانات والشعوب!
العِمامة أو العمَّة هي عبارة عن لباس رأس منتشر في كثير من المناطق وعند العديد من #الشعوب في العالم، وتختلف أنواعه وألوانه وأشكاله من مكان إلى آخر، كما يختلف المغزى من لبسه كالوقاية من الحرّ أو البرد، أو كجزء من زيّ تقليدي شعبي، أو بالطبع كزيّ ديني ومذهبي أو حتى ك#موضة. العرب اشتهروا بها حتى كان يقال سابقاً: "اختصَّت العرب بأربع: ال#عمائم تيجانها، والدروع حيطانها، والسيوف سيجانها، والشِّعر ديوانها". تُصنع العمائم من خامات عدَّة كالقطن أو الخَزّ أو الدِّيباج أو الصُّوف، وتغلب عمائم القطن في الوقت الحالي على العمائم الأخرى. وتختلف العمائم في أشكالها وألوانها وأسمائها، كما تختلف في أطوالها وهيئة تشكيلها.
ليس أصل العمائم واضحاً، إذ اكتشفت منحوتات تعود إلى بلاد الرافدين من عام 2350 قبل الميلاد، ترتدي قماشاً على الرأس شبيهاً بالعمامات التي نراها اليوم، ما يدل على أنها تعود إلى زمن ما قبل الديانات الإبرهيمية مثلاً. انتشرت العمائم في الحضارات العربية والهندية والأوروبية بأشكالها المختلفة، وكان الأشخاص يرتدونها إما بهدف حماية رؤوسهم من أشعة الشمس أو البرد أو الأمطار، أو لأسباب دينية، في حين أن بعض المجتمعات يطلب من الأشخاص ارتداء عمامات بألوان معينة للتمييز بينهم.
في القرن الثامن كان سكان سوريا ومصر يرتدون عمامات زرقاء اللون إذا كانوا من الديانة المسيحية. بينما ارتدى اليهود عمامات صفراء، والأشخاص من الديانة المسلمة عمامات بيضاء، وبعض أتباع المذهب الشيعي ارتدوا عمامات سوداء إن كانوا من "السياد" أي من سلالة النبي محمد.
من جهة أخرى، في الهند، وقبل تأسيس الإمبراطورية المغولية في القرن الـ 16، لم يُسمح إلا للحاشية الملكية وكبار الشخصيات بارتداء العمائم، وكان اللباس هذا رمزاً للمكانة العالية والرفيعة. وزُينت حينها بريش الطاووس والأحجار الكريمة، كما مَنعت الديانة الهندوسية الأشخاص من الطبقات الأخرى من ارتداء العمائم.
مجيء البريطانيين إلى بنجاب في عام 1845 غيّر من طريقة تعريف #السيخ لأنفسهم، ونُظر إليهم على أنهم قوة قتالية، وألزم البريطانيون الجنود بارتداء العمامات، إلا أن الأحجام والأشكال المختلفة للعمائم لم تتناسب مع المستعمرين البريطانيين، لذا قرّروا أن يستبدلوا الطبقات الملفوفة طبيعياً بطبقات متناسبة مرتبة أو ما يُعرف الآن ب#العمامة النمطية "الكينية". وبعد الإعلان عن استقلال الهند أصبح السيخ هم من يرتدونها، في حين بات الهندوس والمسلمون يرتدونها أثناء المناسبات، مثل حفلات الزفاف