ظاهرة العداء للإحصائيات..
.
===============
لدينا قلة اهتمام بالإحصائيات.. وإن أُجريت فهي ليست دقيقة..واحد اسباب قلة الاهتمام هو ربما موروثنا الاجتماعى .. حين نرجع إلى موروثنا الشعبي سنجد به سبباً لذلك.. فهم كانوا يخافون من (العين) فيخفون أعداد المواشي..واعداد الابل واعداد شجر الزيتون واعداد شجر النخيل وعدد أفراد الأسرة.. وتقول لك أمّك "نبع الحنان": (طيّح سعدك.. وبيّتك وحدك.. ما تعدّش خوتك.. مش كويس).. ويقول لك أبوك "رافد الحنان.. على اعتبار أن أمّك هي النبع": (يا ولد.. اللي يعدّنا معدود.. يوم الجمعة ممدود).. ممدود يعني ميّت..
هذه جزء يسير من بعض الاقوال المأثورة عن العداء للاحصاء والعد.. قد يكون هذا مفهوماً في الماضي.. أمّا اليوم فإنك لا تستطيع أن تقوم بأي عمل علمى او مهنى بدون إحصاء.. حتى حين تدعوا اصدقاءك لبيتك .. فإنك ستضطر إلى إحصائهم ...لتقوم بواجب ترتيب ضيافتهم كما ينبغى؟
لماذا نكره التعداد والاحصاء...
الاحصاء والتعداد هى من اهم المعلومات التى يبنى عليها التخطيط السليم للمستقبل للمجتماعات البشرية فى كافة مناحى الحياة فانت بدون تعداد واحصاء لعدد السكان ومعرفة عدد الشباب الى الشيوخ والنساء الى الرجال وعدد الاطفال الى البالغين لا تستطيع ان تعرف احتياجات هذا المجتمع ,من مدارس ومستشفيات ووظائف ومصادر دخل من الثروة وحصة كل مواطن منها ؟ فما هو سر عدم الاهتمام بالاحصاء والذى يصل بعض الاحيان الى العداء لمن يقوم بهذه المهمة؟
اذا طرق احد باب بيتك وسألك عن عدد افراد اسرتك ماذا يكون رد فعلك؟
هل تكون اجابيا وتعطى المعلومة بدون تحفظ؟ هل يراودك الشك وتطلب السبب؟ هل تعطى المعلومة دقيقة بدون زيادة او نقصان؟
الموروث الاجتماعى والثقافى لا شك ان له دور فى ظاهرة العداء للاحصاء... على صعيد الاسرة وعلى صعيد القبيلة وحتى على صعيد الدولة..الدولة تخفى المعلومات عن العامة بحجة الامن ,ورب الاسرة يخفى معلومات وظيفته ومعاشه عن اسرته ...والفرد فى الاسرة يخفى حجم رصيده المالى
فى عالم اليوم لا يمكن لاى مجتمع التقدم بدون تخطيط ولا يمكن التخطيط بدون بيانات احصائية ولا يمكن الحصول على البيانات الاحصائية بدون مصداقية وشفافية من الجميع ...