طقوس ممارسة .."بولولوا" لطرد فيروس الكورونا فى مناطق التبو؟
====================================
فى المجتمعات البدائية ومند فجر التاريخ اوجد الانسان طقوسه الخاصة لمواجهة الشرور التى تواجهه وتتحدى حياته مثل الامراض , والرياح والفيضانات والزلازل و الجفاف والتى كانت تهدد بقائه دون ان يكون له القدرة على مواجهتها , فلجاء الى تلك الطقوس الغيبية والتى ليس لها اى تفسير سوى انها تعبر عن رفضه لهذه الكوارث .
توجد طقوس كثيرة لطرد الأرواح الشريرة في ديانات متعددة وفي حضارات وبلدان متنوعة فهي متعلقة بطبيعة الإنسان منذ الأزل إذ كان من السهل دائماً تحميل الغيب او الشياطين المسؤولية عن أي إضطراب سواء أكان ذو منشأ نفسي أو حتى عضوي وقد كانت القبائل البدائية في التاريخ الأول تعزو أي مصيبة تحل بالقبيلة من أوبئة وكوارث طبيعية وقحط ومجاعات إلى هذه الأرواح الشريرة.
طقوس طرد الأرواح الشريرة المثمتلة فى الاوبئة والامراض عرفها الانسان 2000 سنة قبل الميلاد فى بلاد الرافدين.ولازالت تمارس بشكل او بآخر فى بقاع عديدة من هذا العالم ؟
ما جعلنى اكتب هذا المقال هو اننى كنت شاهدا فى طفولتى على ممارسة بعضا من هذه هذه الطقوس, وتحديدا مواجهة الامراض الوبائية مثل الجذرى والطاعون والحصبة وغيرها , كانت هذه الامراض تحل بقرانا الصغيرة فى جنوب ليبيا نظرا لانعدام الوعى الصحى والعلاج الدوائى فكانت تحصد ارواح الكثير من الاطفال دون ان يعرف الناس الاسباب , فيعزونا ذلك الى الارواح الشريرة التى تجلب هذه الامراض فيهرعون الى ممارسة طقوس اعطاء الصدقات وقراءة القرآن والدعاء فى المساجد ليرفع الله عنهم البلاء ؟ وان كان الدعاء وقراءة القرآن مفهوم للعامة من الناس الا ان ما يصاحبها من طقوس اخرى تظل غامضة ومجال للبحث ..؟
طقوس ممارسة " بولولوا" هى من العادات والطقوس التى تمارس فى مجتمع التبو قديما لطرد الامراض والاوبئة وكذلك لمواجهة كوارث الطبيعة من جفاف ورياح موسمية قد تدمر محصول التمور غذائهم الوحيد .
طقوس " بولولوا " ..تمارسه النساء والاطفال وذلك بعد ان يتم تحديد موعده , بناء من اقتراح احدى الجدات من ذوات الحكمة , فتجتمع النسوة ويتم تحضيركمية كبيرة من التمر وينقع التمر بالماء ويشكل على هيئة معجون تم يضاف اليه الفول السودانى او " الكا كاوية".تم يضاف اليه دقيق القصب بعد تحميسه على النار , وكذلك حبوب الحنظل " الابر" وبعضا من النعناع وتشكل على هيئة كرات بحجم قبضة اليد تم يحضر الماء من احدى الابار , وافرع من جريد النخيل وعندما يحين الموعد والتى بالعادة تكون عند الظهيرة ,تظهر النساء فى مسيرة راجله فى اتجاه (القبلى).. او الجنوب وهن يحملن الماء فى السطول وافرع جريد النخيل فى الايادي حيث يقمنا بغمس جريد النخيل فى الماء ويرشنا الماء فى اتجاه القبلى مع ترديد عبارة ...برا...برا ...برا؟
ثم يرجعنا الى نقطة الانطلاق لتوزيع كرات التمر المعجون على كل سكان القرية من اطفال وشيوخ وعجائز كصدقة جارية , آملين من الله ان يرفع عنهم البلاء؟
بمناسبة انتشار وباء الكورونا , تم احياء هذه العادة والتى لم تمارس مند زمن بعيد واصبح الحدث مستغربا للجيل الجديد الذى لم يعش هذه التقاليد وربما لم يسمع بها مطلقا , ولكنها وجدت صدا وتحسنا لذى كبار السن فى بعض القرى و الذين لازالوا يعتقدون فى ممارستها ؟
فهل طقوس ممارسة " بولولوا " طردت فيروس الكورونا من قرانا ؟
مقال حصري لصفحة تبوناشن , ولموقع تبوليب ..
الباحث فى ثرات التبو :على أنر ..نيوزلندا