الخراف , والذئاب , واليوم العصيب...؟
على مدى الايام والسنوات والذئاب كانت تأتى ليلا الى القرية الامنة المستقرة والتى كان رزقها ياتيها رغد وتنعم بالامن والامان ,كانت الذئاب تعوى من بعيد وتزعج سكان القرية لكنها لا تلبت ان تغادر مع خيوط الفجر الاولى بعد ان يكون اليأس قد نال منها فى عدم الوصول الى الخراف فى حظيرة مزرعة الراعى ,الراعى كان يدرك ذلك ولم يقصر فى حمايتها بكل ما اوتى من وسائل الحماية وحتى من التوعية الشفهية حتى ضن اهل القرية انه جن عندما كان يقف بعض الاحيان امام الحظيرة يخاطب محدرا خرافه من كيد الدئاب ...
زاد عويل الذئاب وعدوانيتها مع الايام , وزادت مسافة اقترابها من الحظيرة , وبداء سياج المزرعة والحظيرة تتآكل بعامل الزمن والاهمال وتجرأت الذئاب ان تأتى نهارا الى القرية بدون حسيب او رقيب او خوف حتى أتى ذلك اليوم المشؤوم عندما جاءت الذئاب ليلا تهتف وباعلى صوتها ..." الحرية للخراف ""..." الموت للراعى "وبدأت الخراف تهتف من داخل الحظيرة ..الحرية لنا ...والموت للراعى" وكلما كان الهتاف يعلوا كانت الخراف تضرب السياج بقرونها واجسادها حتى حطمته ...وخرجت مع الذئاب فى مسيرة .
استيقض الراعى مذعورا على وقع الهتاف واتجه نحو مزرعته وحظيرته , فصدم بالمشهد حيث شاهد الذئاب تقود الخراف فى مسيرة نحو الغابة فلحق بها ينادى على خرافه " لا تكونوا سدج ...انهم يقودونكم نحو حتفكم ...عودوا بسرعة " ولكن الاوان كان قد فات حيث بدأت الذئاب تفترس الخراف فى مجزرة رهيبة سالت بها اودية من الدماء واصبحت جثتت الخراف ملقاه على مسارب القرية بين قتيل وجريح ومفقود بعضها لم تمت بعد ,ولكنها كانت فى الرمق الاخيرمن الحياة..
وقف الراعى يشاهد منظرالمجزرة بعين الحسرة والشفقة بعدما بزغ الفجر وانجلت عتمة الليل وكشفت خيوط الشمس عن ما كان يخفيه الظلام من كيد الذئاب ..
السؤال / من هو المذنب هل هو :
...راعى اهمل واجبه ؟...ام خروف ضل طريقه ؟ أم ذئب جائع استعمل كيده؟