حريق لندن
حريق لندن الكبير ... !!!
منقول….
(1)
في إحدى ليالي 1666م وتحديدا يوم الأحد الثاني من سبتمبر من تلك السنة أوى الخباز البريطاني جوفينز إلى فراشه ، ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه، وقد أدى هذا "الخطأ" إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة ، حتى احترق جزء كبير من المدينة.
بلغ مقدار الدمار المادي الذي لحق بالمدينة بما يقرب من 13,500 منزلاً، و87 كنيسة رعوية، و44 نقابة تجارية. كما طال الدمار كذلك كاتدرائية القديس بولس، ومنطقة بورصة التجارة، ومصلحة الجمارك، وقصر برايد ويل وعددًا أخرًا من سجون المدينة، ومكتب البريد العام، كما أُلحق الضرر ببوابات المدينة الغربية الثلاثة لدجيت، ونيوجيت، وآلديرسجيت.، فيما أصبح يعرف "بالحريق الكبير" ،،.....الغريب في الأمر أن جوفينز نفسه.......... لم يصب بأذى !!.
(2)
تملك الناس بعد الحريق تحفز تام لإيجاد كبش فداء يلقون عليه مسؤولية الحريق، ولهذا لم يجدوا غضاضة في قبول اعتراف الساعاتي الفرنسي روبرت هوبرت –على شهرته بين الناس ببساطة قدراته الذهنية- بأنه يعمل كجاسوس للبابا وأنه من بدأ الحريق الكبير. وعلى الرغم من بعض الشكوك حول إذا ما كان قادرًا على المثول أمام المحكمة، فقد تم إثبات التهمة على روبرت، وأُعدم شنقًا في بلدة تاي برن يوم الثامن والعشرين من سبتمبر 1666؛ واتضح بعد إعدامه أنه لم يصل إلى لندن من الأساس إلا بعد أن انقضى يومان من بداية الحريق.
شاعت الاضطرابات في المدينة؛ وانتشرت شائعات تقول بأن مجموعة من الأجانب المشتبه في أمرهم تقوم بإضرام الحرائق، واشتبه الناس أكثر ما اشتبهوا في الفرنسيين والهولنديين، أعداء إنجلترا إبان الحرب الإنجليزية الهولندية الثانية التي كانت رحاها لا تزال دائرة آنذاك، ما نتج عنه تعرض مجموعات كبيرة من المهاجرين للعنف، ومنهم من أعدم دون محاكمة.
كما انتشرت الشائعات عن خمسين ألفًا من المهاجرين الفرنسيين والهولنديين قادمين ناحية مورفيلدز للإطاحة بأعناق الرجال، واغتصاب النساء، ونهب الممتلكات. وتدفقت الغوغاء المذعورة إلى الشوارع يفتكون بالأجانب، واصبح المناخ العام مضطربًا للغاية.
(3)
ولأن هذا الحريق قدوقع إبان الصراع الكاثوليكي البروتستانتي فقد سعى كل طرف لان يلقي بالأئمة على الطرف الأخر وان يوظف مأسي الناس لتدعيم موقفه ومكاسبه السياسية.
فقد رأي الهولنديون هذا الحريق كنوع من القصاص الإلهي لحريق هولمز، وهو حادثة إحراق الإنجليز لبلدة هولندية أثناء الحرب الإنجليزية-الهولندية الثانية. ورأى فيه البروتسانت انه من فعل الكاثوليك حتى انه كتبوا على النصب التذكاري الذي قيم لتخليد ضحايا الحريق
المقطع التالي:
" وهنا وقد أذنت السماء، وفُتحت أبواب الجحيم على هذه المدينة البروتستانتية …الحريق بالغ الروع الذي نزل بالمدينة. بدأته وتمادت فيه خيانة جماعة البابا وشرورهم... الجنون البابوي الذي جلب هذا الهول للمدينة لم يُقهر بعد..." . بقيت الجملة حتى ازالتها عام 1830.
(4)
وكالعادة .. لم تخلوا المصائب من مستفيدين ... فرجل الأعمال الانجليزي نيكولاس بوربون رأي في هذه الخسائر الفادحة للحريق (حوالي 1.5 مليار جنيه استرليني أو 1.9 مليار دولار بتقديراليوم) فرصة إلى إنشاء أول شركة تأمين؛ والتي فتحت المجال بعد ذلك لما يسمى بصناعة التأمين.