Toboupost تبوبوست

View Original

كنتماى التباوى  , والعراف , وحامل الصليب؟

الجزء الاول …

"كنتماى"...باللغة التباوية تعنى الانسان الطموح؟

" نهريمي"...باللغة التباوية تعنى الانسان النصرانى الديانة ؟

"قراه داه " ..باللغة التباوية تعنى العراف ؟

كان شمس ذلك اليوم من ايام فصل الصيف , مشرقا وحارا على غير العادة , حيث بدأت المخلوقات  تبحث عن الظلال وتكثر من شرب الماء من شدة الحر وتلتقى فى جماعات لتستأنس ببعضها وتستظل ببعضها , اجسادها الضعيفة بدأت متعبة  ونحيفة وكسولة حيث دب فيها الخمول بدون سابق اندار..

 الرياح  هى الاخرى توقفت عن مداعبة اغصان الاشجار, فسكنت  الاوراق وذبلت وباتت حزينة سقطت بعضها ارضا وتمسكت الاخرى باغصانها فى تحدى صارخ لذلك الزمهرير الساخن و القادم من جهة  الجنوب والذى اسموه " قبلى"....كلمة قبلى كافية بان تجعلك تغرق فى التعرق وتشعرك بالتنمل وبالحكة على اطراف جسدك بسبب الاصابة بالاتربة والتى تحملها الرياح لتختلط بحبات العرق  على جسدك فتزيد من جزعك وتقلل من راحتك ..اسم " قبلى " كافى فى حد ذاته بان يشعرك بالقلق وعدم الارتياح ..

"كنتماى"... رجل تجاوز العقد الثالت من العمر , سريع الحركة كثير الكلام متغير المزاج حتى هو لم يسلم من آثار الشمس المحرقة حيث اللقى بجسده النحيف مستسلما  تحت ظل وافر لشجرة تسمى باللغة التباوية " تاهى " غير عابىء بمصير اغنامه والتى تركها ترعى بالجوار, والتى هى الاخرى هربت من شدة الشمس , وجاءت تلاحقه الى الظل و تزاحمه المكان جلست بعضها ارضا ووقفت الاخرى تنظر اليه  بنظرات لا تخلوا من الشفقة.

لا يخلوا  فصل الصيف من مثل هذا الايام الشديدة الحرارة , حيث لا رجاء  ولا امل لسكان القرية الا انتظار المساء حين تبدأ الشمس بالمغيب وتحمل اشعتها المحرقة وتغيب رويدا رويدا وراء اشجار النخيل لتستعيد الكائنات نشاطها فى غيابه .فلا تسمع الا هدير الابل او ثغاء الماعز وآخر صيحات الذيكة وحتى اصوات  نهيق حمير القرية, انها منبهات وعلامات عن توقيت موعد الطعام مع ميقات الغروب حيث تسارع نسوة القرية بتقديم طعام العشاء لهذه المخلوقات فى مساكنها الخاصة والتى تسمى بلغتنا التباوية " كاراه".قبل ان تشرع النساء فى حلب الماعز والنوق وهى تعلوا برغائها , والتى بالعادة تخر و  تستسلم بارادتها وتضع ثدييها فى يد من جاء لحلبها غير عابهة الا بوجبة الطعام والتى تتكون من فتات الخبز وانوية الثمر وبعضا من الحشائش والتى جلبت خصيصا لها فى هذا التوقيت .

انه وقت الغروب حيث تبعت الشمس اشعتها فى السماء  من وراء السحب,واخرى على الارض من وراء اشجار النخيل لترسم لوحة طبيعية تسر الناظرين. انه وقت صلاة  المغرب حيث يجتمع الرجال عند مسجد القرية فى انتظار رفع آدان الصلاة .

 وقت صلاة المغرب بالاضافة الى انه وقت للصلاة والعبادة الا انه وقت للاجتماع  وتبادل اطراف الحديث ايضا حيث يتم تناقل اخبار العامة والخاصة والتى لا تخلو من اللغوا والغيبة لتعقبها  عبارات اعتاد الجميع على ترديدها من قبيل " الله انكلاها كورتوا "...بمعنى نسأل الله السلامة .

حائط الجلوس امام المسجد هو المكان الدائم للاجتماع حيث يجلس الجميع كالتلاميد النبهاء يستمعون بانتباه  الى الفقيه والذى يسمى فى لغتنا التباوية " ملماه " وهو امام الجامع والذى بالعادة يحدثهم دائما عن امور آخرتهم ويزدرى دنياهم  ويهددهم بالوعيد وبنار جهنم التى لا تبقى ولا تذر, او يستمعون الى العراف لمعرفة مصيرهم ومستقبل ايامهم القادمة ؟