ملاحم من تاريخ قبائل القرعان ...؟
-----------------------------------------
... مقال منقول :
أحمد إبراهيم الموساوي ملتقى التراث والثقافة القرعانية "دازغرا "
في عام ١٨٩٩م شهدة منطقة كانم موجة من الهجرات العربية المتعابقة تتبعتها القبائل الليبية على شكل رحلات متعاقبة و مختلفة، حيث كانت .هناك قبائل نزحت بعد الإحتلال الإيطالي لليبيا هرباً من بطش الإستعمار
اما قبيلة أولاد سليمان وحلفائها تم طردهم علي يد الوالي التركي العثماني حاكم ولاية طرابلس أنذاك وأسمه أحمد باشا قرابلي بعد أن سمع عن أهالي منطقة فزان يشتكون من زعيم قبيلة اولاد سليمان عبد الجليل سيف النصر الذي كان يغير على القبائل الأخرى في فزان ولقد قام أحمد باشا والي طرابلس بإرسال جيشه لطرد عبد الجليل وأعوانه من منطقة فزان ثم هاجروا الى تشاد وعندما وصلوا الى تشاد أستقروا في منطقة كانم ونزلوا في منطقة بيئر علاليا التي تتبع لقبيلة العلاليا (الآلآء) ثم تحالفوا مع بعض القبائل من القرعان والتنجور وسبب هذا التحالف قيل في عدة رويات أن بعض القبائل تحالفت معهم خوفاً من بطشهم والبعض يقول إنهم تحالفوا معهم من أجل مطامع، وفي رواية أخري كانوا تحت سيطرتهم نظراً لعلاقات تاريخية تربط بينهم هذا التحالف، وقد وكانوا رعاة ويتجسسون لصالحهم في المنطقة،، ولقد نشبت أكبر معركة وملحمة تاريخية شهدتها المنطقة (شراراي) بين القرعان وقبيلة أولاد سليمان في ذلك الوقت بسبب خلاف وقع بين زعيم قبيلة أولاد سليمان عبد الجليل سيف النصر وشيخ عشيرة (الميايسة) وفر زغيم عشيرة الميايسة وحاشيته الى منطقة شراراي قاصدين قبائل قرواء وكدلياء من يحتموا بهم من سطوا وبطش عبد الجليل الذي أفترى عليهم وفعلاً أستقبلتهم القبائل القرعانية في منطقة شراراي وبقوا هناك وأرسل عبد الجليل رسالة 💌موجه الى قبائل شراراي وطلب منهم تسليم شيخ عشيرة الميايسة وحاشيته وإلا سيتم مهاجمة المنطقة وسحق كل من يدافع عنهم أو يقوم بحمايتهم وأجتمعوا كافة القبائل بالمنطقة وبفرسانهم وعلي رأسهم كدلة أقري وعمه بركة حالوف وأزا تشاي فوقومي ويسكو فوقومي هم خيلان كدلة أقري وهم من قرواء وأتفقوا وأتوعدوا على أن لا يسلموا الرعية وشيخ الميايسة لزعيم قبيلة أولاد سليمان لأنهم أشتهروا بالشجاعة وذيع صيتهم ولديهم سمعة جيده بين الناس وخاضوا حروب كثيرة من اجل الدفاع عن العرض والأرض وكل من يحتمي بهم ودافعوا عن الضعفاء ولا يريدون أن يلبوا طلب عبد الجليل حتي لا تكتب عليهم وسمه عار في جبينهم وتاريخهم وكما أن يجب عليهم يحافظوا على أمجاد أجدادهم الذين بنوا تاريخهم عبر قرون، وكانوا يعلمون أن هذه المعركة التي سيخوضونها خطيرة جداً ولكنها مسائلة تخص الشرف والكرامة والتاريخ وعبد الجليل أخذ وحشد كل جيوشه وأتباعه وحلفائه وأنطلق نحوا منطقة شراراي و(قرية لوشور) تحديداً وزاد أطماعه في بالإستيلاء على المنطقة بعد دخولها وجاء رجل من قبيلة الحداد (آزا) الى كدلا أقري وأخبره بقدوم عبد الجليل الى المنطقة ولديه جيش جرار وفي بعض الرويات كان معه قبائل أخرى من القرعان قادمة من منطقة (زيقي) يرديون الإستيلاء على المنطقة وقتل كل من فيها وقبل أن يصلوا جرى حديث بين ازا تشاي فوقومي وعبد الجليل وأتحدى وأتوعد كل منهما الآخر بالهزيمة والإنكسار والتقى الفريقان في أرض المعركة ثم أشتبكا وكما هو معلوم أن جيش عبد الجليل كان يحمل البنادق والأسلحة النارية وجيش القرعان في منطقة شراراي لا يحملون معهم سوى الرماح والسيوف والخناجر فقط وفي تلك المعركة ماتوا كثير من الرجال وشباب المنطقة 😢 البواسل والشجعان من أجل العزة والكرامة ومن أجل الحفاظ على الشرف ودافعوا بكل شراسة ومن أشهر الذين قتلو في تلك الملحمة هم عمالقه التاريخ ومنهم بركة حلوف الذي يعتبر عم كدلة قوري ومراب كدلاي أخ كدلة قوري حيث بدأت المعركة في الصباح حتي المساء وتم قتل العديد من جيش عبد الجليل ومرتزقته وأعوانه وعلي رأسهم شيخ إحدى القبائل المواليه لسيف النصر وكان يرتدي علي في إحدى ذراعيه شي يسمى (شقيى) وهو خيط غليظ مصنوع من جلد وكانوا الفرسان يتفاخرون به وعندما قتلوه وقطعوا يده نزعوا منه ذلك الخيط وقتلوا سبعة عشر من أبناء عمومته ولقد أصيب كدلة قوري بإصابات بليغة من الرماح والبعض يقول كم من رمح في جسده وبعد نهايةالجولة الأولى من المعركة ظن عبد الجليل أنه أنتصر ولكن هيهات وفي الليل أخرجوا الرماح من جسد كدلة قوري وهو غاضب بفقدان شقيقه مراب كدلاي وعمه بركة حالوف وكثير من أبناء عمومه ومن خيلانه من قرواء ولم تبقى منهم أحد وقال سيذهب في هذه الليله ويخبر عبد الجليل بأنهم سيستانفون القتال غداً حتي لا يقولوا غادروا بنا وقام أخوه سار كدلاي وذهب والتقي به وأخبره بمعركة قادمة وفي صباح ثاني يوم دقت طبول الحرب من جديد وتم دحر قوات عبد الجليل وطردوا عبد الجليل وأعوانه وحلفائه من المنطقة بعد هزيمة نكراء وأنتصروا قرعان شراراي بفضل الله سبحانه وتعالي وبفضل الرجال الشجعان والصناديد البواسل الذين قدموا كل ما هو غالي ونفيس وضحوا بارواحهم من أجل الشرف والحفاظ علي مجد الأجداد وتركوا بصمتهم في التاريخ وأيضاً قبيلة الورباء قاتلت معهم وساندتهم في هذه الملحمة.
هذه نبذه مختصرة عن تلك الملحمة التاريخية التي تكاد ان تصبح في طي نسيان،،،
ومن المعلوم ايضاً ان عبد الجليل قتله إبن أخته إنتقاماً من لمقتل أبيه وأخذ بثاره ودخل عليه في الليل وعبد الجليل غارق في النوم وطعنه بالخنجر وأمسك بيده وسحبه منه يده بالقوة وهرب وقبل موت عبد الجليل سألوه وقال من طعنه هو من (العرب) لأن يده ةانت كثيفه الشعر وليس من القرعان،،
وبهذا أنتهى عبد الجليل سيف النصر وأنتهت معه الأحداث الدامية..