Toboupost تبوبوست

View Original

ليلى واخواتها الثلاثة ..


ليلى واخواتها الثلاثة..( الجزء الرابع والاخير)
-------------------------------------------

فى غرفة صغيرة تتوسطها طاولة مستديرة وضع فوقها بضع كتب, وحائط تزين بصورة كبيرة لوالدة ليلى الفقيدة بأبتسامتها الدافئة وهى تلقى بنظراتها وسط الغرفة حيث كانت تجلس ليلى وقد وضعت يدها على خدها حزنا ,تنظر بحزن شديد لصورة امها الفقيدة وكأنها بذلك تشتكى بهمها لامها..
انه وقت المساء والشمس قاربت على المغيب , عندما طرقت شترة باب غرفة اختها ليلى مستأدنة الدخول ,حيث اجابتها بصوت خافت لا يكاد ان يسمع " سوس" بمعنى ادخلى..دخلت شترة الغرفة وجلست بجانبها واضعة يدها على كتفها بدون ان تنطق بكلمة ؟ وهى علامة مواساة لما تمر به ليلى من محنة..
شترة على علم برأى اختها ليلى فى موضوع الخطوبة وعليه فقد بادرت بعرض مساعدتها لذى والدها وهنا انتفضت ليلى ونظرت الى اختها واحتضنتها بقوة وهى علامة تدل على الشكر والامتنان..
يوم الجمعة وهو يوم عائلى بامتياز فيها تتم الزيارات بين الاقارب و يتم التواصل بين الارحام ولكن مساء ذلك اليوم لم يكن يوما عاديا فى بيت الحاج وردكو..
اثنيين من الرجال فى العقد الخامس من العمر تقريبا كانا ضيوفا على الحاج وردكوا فى مساء ذلك اليوم حيث استقبلهما بترحاب كما تقتضى العادات والتقاليد وبعد شرب الشاهى وتقصى اخبار الاقارب وتبادل اطراف الحديث , ساد الهدوء المكان لبرهة من الزمن عندما كسرالحاج " طهرى " وهو تصغير لاسم الطاهر الصمت وقال " الحاج وردكوا... تنى ياردى تتقندى " بمعنى يا حاج وردكوا انا جاى وسيط ومرسول..وهى بالعادة العبارة التى تقال بهكذا مناسبة..واكمل " ضوه كورتيا ترى" بمعنى انا جئت طالبا بنتك؟
وحيث ان اسباب مثل هذه الزيارة لم تكن لتغيب عن الحاج وردكو وهو الذى تناقش مع ابن اخيه قبل ايام بالموضوع..؟ الا ان هناك ما يدعوا للتغافل والتظاهر بعدم معرفة الموضوع ...استرسل الحاج " طهرى " فى الموضوع وحدد طلبه بالتفصيل وهو خطوبة يد ابنته ليلى لابن "أرزى" وطلب رأى الحاج وردكو فى الموضوع ..؟ وبعد صمت ساد المكان والكل بانتظار سماع رأى الحاج وردكو وبينما هو يداعب اصبعه السبابة على الفراش وكانه يرسم حلقات دائرية على ذلك الفراش قال " مدينما تبص" اى سمعت طلبك؟
واتى بمجموعة حكم وامثال والتى توحى بان الجواز سنة الله فى خلقه وبأنه قسمة ونصيب ..ولكن فى عاداتنا وتقالدينا لا فرق بين دريتنا ولا نستطيع تجاوز نصيب البنت الكبرى الى الصغرى ؟
قال الحاج وردكو رايه ادا...وقد رمى الكرة فى ملعب الخطاب وعليهم اما القبول بطلب يد ابنته شتره او التراجع عن الطلب نهائيا ؟
وحيث ان الوسيط لا يستطيع المجادلة والمناورة كثيرا فى مثل هذه الحاله ,لان الجواب كان مفصليا وقاطعا فما كان منه الا نقل الرسالة بامانة الى اصحاب الشأن.
العادات والتقاليد العتيقة والتى لا تعترف بالعواطف ليست دائما سيئة ففى احيانا كثيرة قد تكون مخرجا للخروج من ازمة و احيانا اخرى تفتح بابا لحظ تأخر عن صاحبه ...