ليست كعادتها دائما فقد اصبحت تبحث عن العزلة وتركن للوحدة بشكل دائم , ولا تمازح اخواتها كما جرت العادة فقل ما تصدر منها ابتسامة او ضحكة وان فعلت فهى مجاملة اقتضتها الضرورة لا اكثر..ليلى ابنة التاسع عشر ربيعا هى الثانية فى الترتيب بين اخواتها الاربع فى اسرة تباوية متوسطة الحال وهن: شتره (بتشديد حرف التاء) ,وليلى, ووده (بتشديد حرف الدال) ,وازمه ( بتشديد حرف الزين)... هذا كل ما رزق الله به الحاج وردكو من درية بعد ان فقد زوجته فى مرحلة مبكرة من حياته, حيث عمل جاهدا على تربيتهن كما تقتضى العادات والتقاليد...شتره تعتبر الاخت الكبرى لليلى وهى تكبرها باربع سنوات ,فتاة متوسطة القامة سمراء اللون هادية الطبع, مغرمة بالعادات والتقاليد التباوية الاصيلة فهى تلبس الرداء على الطريقة التباوية, وتظفر شعرها على الطريقة التباوية وتلبس الاساور التقليدية وتفضل دائما الكلام باللغة التباوية رغم معرفتها الجيدة باللغة العربية والتى تعلمتها بالمدرسة قبل ان تترك مقاعد الدراسة بعد اتمام مرحلة التعليم الاساس وبعد وفاة والدتها,اما بقية اخوات ليلى فهن وده , وأزمه واللاتى يصغرنها باربع وثلاث سنوات على التوالى.اسم شتره ربما اقتبست من اللغة العربية بمعنى السترة او الستر وهوتغطية العيوب أواخفاء الزلات ويطلق هذا الاسم فى مجتمع التبو تيمنا لستر العيوب فى الاسرة. فقدان الام فى مرحلة مبكرة من عمر البنات الاربع جعل من الاخت الكبرى شترة بمثاب الام بالبيت فهى تشرف على امور البيت والاعتناء بالوالد والذى تقدم بالسن و بلغ من العمر عتيا ,بالاضافة الى العمل على تلبية رغبات اخواتها فقد تقمصت شخصية الام رغم صغر سنها وتنازلت عن سنوات شبابها طوعا فى سبيل خدمة اسرتها وربما تكون هذه هى احدى اسباب التماهى بدور الامومة و تمسكها بالعادات والتقاليد. اما ليلى فهى لا زالت تدرس بالسنة الاولى بكلية الاداب وهى تعشق التاريخ وتطمح ان تتحصل على شهادة ليسانس فى التاريخ. فى مساء ذلك اليوم من ايام فصل شتاء الجنوب دخلت ليلى غرفة اخواتها للاطمأنان على سير دراستهن ,وما ان دخلت حتى توقفنا عن الحديث فجئة و الذى كان يدور بينهن و بدأنا يتبادلنا النظرات والهمزات لتعقبها ضحكات حاولنا عبثا كبثها بدون جدوى وفى خضم الصمت والذى لم يدم الا ثوان انطلق صوت ازمه لتقول لها " مبروك العريس يا عروسة" وتبادلها اختها الصغرى بضحكة و" احم ..احم" والذى لا اجد لها ترجمة الا ان تكون نبرة فرح و اعجاب .زاد فضول ليلى على السؤال لترد عليها " من العروسة"؟ وعندما لم تجب اختها على السؤال , اعادة السؤال باللحاح للمرة الثانية " من العروسة"؟ عندها بدأت كل علامات التعجب والاستغراب والارتباك تظهر فجئة على وجه ليلى حيث ادركت ومن خلال لغة الجسد ايضا ان اختها تعنى ما تقول وانها هى المعنية, فهكذا موضوع ليس بالعادة ان يكون محل مزاح بينهن. يتبع بالجزء الثانى... ولد عم ليلى ودوره فى صفقة الخطوبة..