ليس كل الليبين بعرب ---؟
ليس كل الليبين عرب..!!!
============
الحديث عن العرق حديث حساس ومستفز وانفعالى فى الكثير من الاحيان , ولكن هذا لا يمنع مطلقا من الخوض فيه وسبر اغواره , وأكتشاف مجاهله وتفصيل اركانه . المجتمعات الانسانية هى كيانات مركبة من اعراق , وكل عرق له خصائصه الدهنية و النفسية والاجتماعية والتى ثمتل فى مجموعها كيانا مختلفا عن غيره وذلك بفعل عوامل تاريخية واجتماعية وجغرافية مزمنة ساهمت فى تكوينه.
حتى الديانات المختلفة السماوية منها والوضعية لم تتجاهل هذه الظاهرة الاجتماعية , ونجد ذلك فى قصص الرسل والانبياء عندما تعلق الامر بطريقة الدعوة الى الايمان بالرسالة من عدمه ودفع الناس الى الاعتقاد والايمان بهذه الرسالات استنادا على اسلوب الاقناع المعتمد على روابط الدم و النسب والرهط ؟
لذلك نجد ان معظم الرسل والانبياء والذين تم تكليفه برسالات الى اقوامهم كانوا من حسبهم ونسبهم وعرقهم لان الخالق يعلم مذى ثأتير العرق على الاستجابة للدعوة لذى نجد فى كل رسالة نبى ارسل الى قومه فى آيات القران (قال يا قوم ...)
-الى ثمود اخاهم صالح قال : يا قوم ...
-الى قوم لوط قال : ياقوم ..
-قوم نوح ....لن يؤمن من قومك...
قال تعالى ..( لولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز ) ..هود.
اردت بهذا الايجاز ايضاح أهمية العرق فى حياة المجتمعات الانسانية, وعليه فان الوطن والذى يمثل قطعة جغرافية يعيش عليها مجموعة من البشر تحت سلطة ادارية حاكمة يمثل مجموعة اعراق قد يختلفون وقد يتباينون وقد يكونوا من عرق واحد وهى حالة نادرة الحدوث.
فى ليبيا ذلك المربع الذى يقع فى شمال افريقيا والذى يعيشه ما يقارب 6 مليون من البشر هم فى حقيقة الامر اعراق مختلفة , حتى وان غلب عليه عرق دون الاعراق الاخرى. اختلفت كثيرا مصادر المعلومات والتى تؤكد اصل هذه الاعراق واصولها والكيفية التى اتت بها الى هذه البقعة الجغرافية . العرب , الامازيغ , التبو , الطوارق, الكراغلة , القريتلية , واليهود هى الاعراق التى سكنت او تسكن هذه البقعة الجغرافية مند القدم وقد مرت بظروف اجتماعية وسياسية اثرت فى هويتها ولكنها بقت تحافظ على كياناتها الاجتماعية.
مفهوم ان كل الليبين عرب ...؟سيطرت لعقود من الزمن على ثقافة بعض الليبين بفعل توجهات سياسية وايدلوجية , وان النظرية القائلة بان اصول كل الليبين هى اصول عربية كانت "تابوا" يخشى من الاقتراب منه او الحديث فيه , لانها كانت ارداة النظام السياسى ولكنها لم تلغى القناعة لذى الاعراق الغير عربية بانهم ليسوا بعرب ؟
هذه النظرية لازالت سارية المفعول لذى غلاة القومية فى ليبيا , رغم انها لا يملكون اى دليل او برهان على صحة نظريتهم, بل الدليل الاكيد بعد تطور علم الجينات
اثبت بان سلالة بعض الاعراق هى من اصول افريقية واوربية وآسيوية ,(DNA)
الى زمن قريب كان هناك اعتقاد لذى البعض من ابناء التبو بانهم "عرب ما قبل الهجرات العربية الى شمال افريقيا " وهو ما تم ترويجه مند زمن , ولكن بحث علم الجينات اثبت بان سلالتهم من شرق افريقيا .
علينا ان نتقبل باننا مختلفون عرقيا , وبغض النظر عن مصدر اختلاف اصولنا يجب ان نؤمن بان هذا الاختلاف هو آية من ايات الله مصداقا لقول الخالق :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير...)صدق الله العظيم
لا حظ ان الاية بدأت بعبارة ..يا ايها الناس ..
اذا لماذا يريد البعض ان يحشر الناس جميعهم فى عرق واحد , ويخون كل من ليس من هذا العرق ويصفه بالامنتمى , او غير وطنى , او عميل للاجنبى ؟
لا اجد سببا منطقيا يجعل البعض من اخوتنا العرب يعتقدون بسؤ الضن عندما نقول لهم نحنوا لسنا عرب فتهوى بهم الضنون الى خلاصة باننا لسنا ليبيين او لا نحب ليبيا؟
انها بقايا من ثقافة قومية احادية الجانب فرضت نفسها فى عقود قد خلت يجب التخلص منها وقبول الاخر الشريك بالوطن كما هو وليس كما يريدونه هم ؟
حب الوطن من عدمه ليس له علاقة بالعرق او بالجينات الوراثية , حب الوطن هى عاطفة تولد مع الانسان بغض النظر عن عرقه , وهو نوع من الارتباط العاطفى بالارض التى تربط مصيره وتحدد مستقبله ومستقبل ابنائه.
نختلف عرقيا وثقافيا ولكن حب ليبيا يجمعنا .
بقلم : تباوى و دبلوماسى سابق