القطرون ...المدينة الآمنة التي حولتها التايوتا الى مدينة فوضى واجرام ..؟



“عند آذان الفجر —يقتحم المسجد ويقتل احد المصلين”—بمنطق العقل هذا لا يمكن —-ولكن بمنطق الترامادول هذا ممكن—-  ·

وانا اقرأ كتاب الرحالة والكاتب الألماني الدكتور "غوستاف ناختيغال" والذي قام برحلة في ليبيا بين أعوام "1869-1875م مرورا بمنطقة القطرون ....تخيلت صورة تلك القرية الصحراوية البدوية التي يسكنها نفر قليل من الناس، وسط مساكن من الطوب واخرى صنعت من سعف النخيل وجدوعها ...، واخرى جمعت الاثنين معا ...البيوت بعثرت وكأنها بنيت عن قصد بين اشجار النخيل واخرى بين اشجار الاتل والطلح ، تحيط بالقرية من بعيد سيوف من رمال صفراء تمتد على امتداد الافق هناك عند المغيب ...اهلها طيبون ،وديعون، وكرماء ، ولكنهم حدرون ولا يثقون كثيرا فى الغرباء، خاصة اذا كانوا مختلفون عنهم؟

تغير الزمن ، وفرضت الحياة شروط تطورها على القرية ، واصبحت القرية الآمنة تعج بالحركة والحياة حيث اصبحت معبرا دوليا رغم ارادتها...توافد عليها الغرباء من كل حدب وصوب...منهم من جائها عابرا ، ومنهم من جائها ساكنا ، ومنهم من جائها ، عابرا واصبح ساكنا، .ومنهم من جائها تاجرا.ومنهم من جائها يحمل عقيدته يريد جر اهلها الى الجنة عنوتا و على طريقته وقناعته؟

وسط كل هذا الغبار والضباب اختف الجمل والحمار وسيلة النقل والترحال والذي كان يميز القرية مند ازمنة غابرة ، وحلت محلها التويوتا افخر ما صنعته اليابان ، تنقل السكان والغرباء على حد سواء ، حيث اصبحت اداة نشاط اقتصادي لا تعرف الا جمع المال ، واصبحت ايضا وسيلة لوجاهه اجتماعية تضع صاحبها مكانا عليا، واصبحت اداة تهريب يملكها من يعترفون ومن لا يعترفون بالقانون ولا بالحدود ؟

حولت التويوتا القرية الآمنة، الى قرية مشبوهه، واصبحت مصدر للتقارير الامنية والعسكرية المغرضة منها والحقيقية ، وشبه لمسؤلي الدولة بانها تهدد امن الدولة واستقرارها ، واصبحت هدفا لحملاتهم الامنية والعسكرية ،والتى تأتى من الشمال بهدف البحث عن مطلوبين،؟

الجديد في قصة القطرون والتويوتا... ان اهلها هجروها الى المناطق الآمنة في الشمال الليبي —-تحت مبرر التعليم والعلاج واصبحو يقيمون في طرابلس وزليطن و والخمس وصبراته وفي الشرق الليبي في بنغازي والبيضاء ودرنة — واصبحت المدينة يسكنها الغرباء حيث اصبح للغرباء حصة في المنطقة وكان ذلك بإرادة ورغبة سكانها ، واصبحو يشاركون من تبقى من السكان المأكل والملبس وحتى الجريمة ؟...يسرقون الأموال، ويقتلون افراد الامن ، ويسطون على الممتلكات، وفى الصباح يرجعون وينامون فى اوكارهم وسط المنطقة؟

القرى الحدودية فى كل دول العالم ،تعتبر مصدر صناعة للجريمة المنظمة والغير منظمة ، ومنطقة لتهريب الممنوع والغير ممنوع ،و نقطة تجمع للهجرة الشرعية والغير شرعية ،،مواطنها مشبوه، وساكنها يعاني دائما من متلازمة عدم الولاء والانتماء؟

فهل في القطرون من عقلاء قادرون على تغيير مسار التويوتا من طريق الرملة الى الطريق المعبد المراقب؟

الطيب من القطرون ...دمتم طيبين