القرآن
كل صانع ماهر يثق بصنعته، يرفق مع المُنْتَج كتيباً «كتالوجا» يوضح فيه كيف يعمل هذا المُنْتَج، وكيف يتم إصلاح أي عطل يصيبه، وما هي مفاتيحه وأسراره. المصنع الأعلى للصانع الأعظم: الخالق - سبحانه انزهه عن أي تشبيه - أرسَل مع هذا «الإنسان» كتابه، أرسله مع موسى، أرسله مع عيسى، أرسله مع محمد، أرسله بأسماء لا نعرفها مع أنبياء ورسل لا نعرفهم ﴿وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ أرسله بعناوين مختلفة.. والكتاب واحد (مثلما أن الدين واحد من آدم إلى محمد، وهو: الإسلام)... أضاع الإنسان كل كتبه/ النسخ السابقة، ولم يبق سوى هذا «الكتاب».. وسيبقى إلى الأبد، دون نقص ينتقص منه أو إضافة تشوهه، لأن من أرسله قال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ القرآن: كتاب «كتالوج» المصنع الأعلى والأكثر إتقاناً، لمنتج عجيب وبالغ التعقيد، اسمه الإنسان. هنا يُعاد شحني! هنا يتم إصلاح الخلل والعطل الذي أصابني. هنا سيُعاد ترتيب فوضاي. هنا سأتخلص من «ظلمات» عديدة.. حالكة.. مهلكة.. لأصل إلى: «نور» واحد. هنا الخريطة التي ستدلني على «الكنز المفقود»/ الجنة التي خرج منها أبي الأول آدم، وستأخذني إلى الطريق/ السراط المستقيم المؤدي إليها. هنا ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ هنا كل دعوة تقول لي:
كن الأجمل/ كن الأفضل/ كن الأكمل. هنا… أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.