العميد محمد نورا –في ذمة الله ؟
في ذمة الله أيها الطيب ….
من قرية نائية في الجنوب الليبي على حدود النيجر تسمى " تجرهي "انطلقت مسيرة حياته حيث حمله القدر بشكل استثنائي الى المجهول ، لم يكن ككل اطفال عصره الذين تشدهم كل انواع اللعاب الطفولة ، كان مولعا بكل ما له علاقة بالآلة فحب السيارات وفن القيادة ، وأحب البندقية وحمل المدفع ، وأحب العسكرية ونظامها ،فانخرط كأقرانه في سن مبكرة في الخدمة العسكرية ، حيث بدأ مسيرة حياته بين وديان وادي الحكمة ،و حوض مرزق الكبير بكل ما قد يحمله عقل إنسان الجنوب من طموح بالسفر إلى الشمال لتحقيق الاحلام . كان من الذين حداهم الأمل في تحقيق ما طمح إليه في طفولته ، في الانضمام إلى المؤسسة العسكرية.
مسيرة حياة الفقيد –محمد – كانت قد بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي , والتي لم تكن تخلو من المصاعب وهو يبحث عن طموحه بين نخيل ورمال وجبال تجرهي و بين أفكار أقرانه —وحتى بين حكم ونصائح شيوخ قريته ؟
–لا شيء كان يشجعه على البقاء في قرية نائية وبعيدة , فانطلق الى حيث الحلم— الى الشمال فكان له ما أراد ، حقق حلمه وأصبح جنديا في المؤسسة العسكرية والتي تدرج فى مراتبها خلال مسيرة مهنية مضنية تجاوزت الثلاث عقود ونيف من الزمن شهد وشارك خلالها في معظم المغامرات والأعمال العسكرية داخل ليبيا وخارجها ..
و نظرا لتفانيه وإخلاصه وحبه لمهنته ، نال ثقة مسؤوليه من كوادر المؤسسة العسكرية وبدأ في سن مبكرة العمل بقوة المهام الخاصة ، حيث كلف بعدة مهام في افريقيا …
لقد أمضى الفقيد –محمد نورا– كل سنوات عمره فى المؤسسة العسكرية ,في خدمة شقها العسكري والأمني, وهو من الذين كان لهم الفضل, فيما شهدته تشاد من استقرار سياسي وأمني إبان حكم إدريس دبي , بل كان الفقيد من الذين أسسوا وأشرفوا على تدريب قواته في تسعينيات القرن الماضي قبل زحفه على انجمينا واستيلائه على السلطة,وحتى بعدها —-- كان حاضرا كوسيط للمصالحة ورأب الصدع في الانشقاقات التي حصلت بين الجبهات التشادية التي خرجت عن نظام دبي بسبب تفرده بالسلطة وتهميش ,قيادات الشمال التشادي المتمثلة في تبستي عن المشاركة فى السلطة.---الأمر الذين نتج عنه توافقات مبدئية بين الأطراف, والتي لم يسعف الوقت لتحقيقها بشكل كامل.
الفقيد العميد محمد نورا —يجب ان تذكره المؤسسة العسكرية الليبية وتكرمه , كأحد الابطال والمناضلين الذين ضحوا من اجل ليبيا وجعلوا لها دورا متميزا في أفريقيا –ويجب أن يذكره مجتمعه , كأحد الذين ساهموا في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن المجتمع التباوي وانتمائه الوطني .
رحم الله الفقيد العميد -محمد نورا واسكنه فسيح الجنان والهم اهله جميل الصبر والسلوان
تباوي- ودبلوماسي سابق