Toboupost تبوبوست

View Original

حديث الجمعة

منقول…

عندما قيل لهم ( آمنوا كما آمن الناس )

أي كما آمن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم

فقال النخبة ( أنؤمن كما آمن السفهاء )

أنؤمن مثل الذين ليس لهم رشد وعقل وحكمة

فرد الله ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون )

بل هم الذين بدون عقل ورشد ولكن لايعلمون

وقول ( لا يعلمون ) لأن السفه أمر غير ملموس بل أمر معنوي يعرف بأثاره .

***

أنه داء الكبر والتعصب والتعالي ..

كما قال قوم نوح ( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾

وقال قوم فرعون للنبي موسى وأخيه هارون ( أنؤمن لبشرين مثلنا )

وقال سادة قريش للنبي الكريم ( إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذببين )

وقال أبليس ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )

وقال رجل لأخيه بعد موت أبيهما ووراثته ( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا )

***

* الكبر يأتي بأشكال عدة مثل فارق المال والسلطة والعشيرة والشكل والأصل واللون ، كلها أدوات قياس باطلة ، النار والطين .. القوة والضعف .. الغنى والفقر .. القبيلة الكبيرة والصغيرة .. الحضر والبدو .. الشرق والغرب .. الأبيض والأسود ..

وهذه أسقطها الحديث الشريف ( كلكم بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ، ولينتهن قوم يفتخرون بآبائهم ، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان )

والأمام أبن القيم حذر من ثلاثية ( أنا ، لي ، عندي )

هذا الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون ، فأبليس قال ( أنا خير منه ) وفرعون قال ( لي ملك مصر ) و قارون قال ( إنما أوتيته على علم عندي ) .

* الكبر يمنعك من قول الحق ، والإعتراف بالحقيقة ، والتوبة من الذنب ، والإعتذار عن الخطأ ، والعودة عن الباطل ، حتى وأنت ترى الواقع بحجته ، والضلالة ببرهانها ، والسقوط بدليله ، والنهاية بإشاراتها ..

* الكبر يجعل صاحبه أعمى البصر والبصيرة ، ويغري ضعاف الإيمان ، ويتجنبه العارفين بالله حق معرفته .. وقد تجسدت في قارون ( فخرج على قومه في زينته ) ، فأنخدع ضعاف النفوس ( قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ) ، فرد المؤمنين الصادقين ( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ) ، فجاء وعد الله ( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين )

* هل لنا من وقفة تدبر ، ونحن نعيش أزمة قاسية فيها ردة وضلالة وكبر وعناد وتعصب أعمى ونفاق وعمالة وخيانة ، فنحن مكلفون بقول الحق وأتباعه ، مهما كلفنا من تضحيات جمة ، ومأمورين بالتدبر والحساب وكبح جماح النفس الأمارة بالسوء ، ومقاومة الملذات والمغريات التي تأتي في شكل مغري كعلب الهدايا الفاخرة ، والصبر على الإبتلاء مهما بلغت قسوته .. فللعسر والألم أوان ، ولليسر والفرح والنصر أوان ..ندعو الله الهداية للجميع ...

منقول…