السنة ليست هى العادة الاجتماعية؟
إنّ السنّة ليست هي (العادة الاجتماعيـّة) التي يشترك فيها الرّسول مع كلّ قريشيّ آخر.. بل هي (التّعاليم) التي انفرد بها وحده ودعانا إلى الاقتداء بها باعتباره القدوة والمعلّم.. وهو معنى قول القرآن: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.. أمّا الخلط بين معنى العادة ومعنى السنّة فإنّه تحريف له أسباب سياسيّة محضة:
فالسّنن الحقيقيـّة للرّسول عليه الصّلاة والسّلام تمثّلت في دعوته إلى الجهاد المسلّح ضدّ الظّلم والاستغلال وسيطرة الأسر الحاكمة وأكل أموال الأرامل واليتامى ومصادرة حريّة المرأة وتدجين النّاس بالقوّة والحيلة.. وفي دول تحكمها الأسر الإقطاعيـّة بالحديد والنّار يكون من (التّقوى) أن تعمل على تغييب هذه السّنن الخطرة وراء دعوة بريئة إلى الختان وإطلاق اللّحية ونحر الخرفان تحت شعار الحفاظ على السّنة النّبوية بالذّات .
الصّادق النّيهوم * إسلام ضد الإسلام *