بالنسبة لمواطن الجنوب لم يعد كورونا هو مجرد فيروس يصيب من يشاْ , ولكنه اصبح وصمة سيئة السمعه تلصق بكل من توحى ملامحه بانه من الجنوب , وعندما يصبح الامر كذلك ويصبح وصمة فان الجميع سيفر من حولك باستثناء من يشبهونك فى اللون والشكل وتجمعكم الجغرافيا ,تناقلت وسائل العالم الافتراضى تصريحات نسبت الى مسؤلين من حكومة الشرق الليبى والتى اسموها بالحكومة المؤقتة بان مواطنا من الجنوب تسلل الى الشرق الليبى يحمل معه سلاح فتاك وخطير وهو فيروس كورونا وخالط ما يزيد عن مأتين مواطن من الشرق , مما استدعى سيادة الوزير الى اصدار تعليماته الفورية الى الجهات والمنافد بالقبض على اى مواطن من الجنوب تسلل الى الشرق الليبى ليوضع تحت الاقامة الجبرية فى الحجر الصحى حتى ينكشف امره ؟

تفاعل بعض اهالى الجنوب مع هذا الخبر بوسائل شتى , منهم من اسماها عنصرية , ومنهم من اسماها تهميش , ومنهم ممن لم يعير اى اهتمام بالموضوع الجنوب الليبى كجغرافيا وبشر ومقدرات لا تعنى شيئا فى معادلة الصراع على السلطة فى ليبيا , فالمعركة فى حقيقتها هى معركة بين الشرق والغرب الليبى اما الجنوب يستحضر لدرء العطف والاستجداء عندما يتعلق الامر بمواضيع مثل مكافحة الارهاب , والهجرة الغير شرعية , والتغيير الديمغرافى للسكان وهى مواضيع فى حلها لها علاقة بالدول الاوربيةالمطلة على المتوسط..

التاريخ والجغرافيا وسياسات الحكومات الليبية المتعاقبة اجرمت فى حق الجنوب الليبى و مواطن الجنوب الليبى وعليه فان كل ردات الافعال الناتجة عن تهميش الجنوب واخيرا اللصاق وصمة كورونه بالجنوب هى مجرد انفعالات بريئة لا تلبت ان تختفى مع اول ظهور لمسؤل يندد فيها بهكذا تصريحات ؟