Toboupost تبوبوست

View Original

… معاهدة فرساى: لماذا كانت الخطاء الرئيسى للحلفاء..

معاهدة

كانت التعويضات الباهظة التي أثقلت كاهل الاقتصاد والمواطن الألماني هي سبب رئيسي لصعود النازية وتولي هتلر السلطة؛ الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية التي كانت أكبر وأسوأ من حيث الدمار والخسائر من الحرب العالمية الاولى، لتصبح أكبر حرب في تاريخ البشرية.

أراد الجميع تركيع ألمانيا..

خرجت قوى الحلفاء بنصّ "معاهدة فرساي" في 29 يونيو/حزيران عام 1919، التي تضمنت العديد من القرارات التي تخصّ إعادة تقسيم المستعمرات الألمانية بين الدول المنتصرة، بجوار قائمة من المطالبات، والعقوبات تجاه ألمانيا، والتي كانت بمثابة صدمة للحكومة والشعب في ألمانيا على حد سواء، وعلى رأس تلك المطالب، تعويضات مادية بلغت 269 مليار مارك ذهبي ألماني، أي ما يعادل 100 ألف طن من الذهب.

وتم تجريد الإمبراطورية الألمانية مما يقرب من 13% من أراضيها، وتم تقسيمها بين فرنسا، وبلجيكا، والدنمارك، وتشيكوسلوفاكيا، وبولندا.

أما العقوبات الاقتصادية فقد جاءت مجحفة هي الأخرى؛ بهدف منع النهوض الألماني مرة أخرى، وضمان عدم دخول ألمانيا حرباً لفترات طويلة، منها تعطيل العمل بمناجم الفحم، ومنع الاتحاد مستقبلاً بين ألمانيا والنمسا.

بجانب تخفيض القوة العسكرية ليصل عدد الجنود إلى 100 ألف جندي فقط، ولم يُسمح لألمانيا بامتلاك أي مركبات عسكرية ثقيلة أو دبابات، وتقليص القوة البحرية إلى 6 بوارج حربية فقط، وألا تمتلك أية غواصات مطلقاً، كما حُددت مسافة 50 كيلومتراً بمحاذاة نهر "الراين" الألماني منطقة عازلة دون أية جنود مسلحين، بخلاف إلغاء التجنيد الإجباري، وجعل الخدمة العسكرية اختيارية بهدف منع ألمانيا من بناء جيش كبير. جاء الأمر بالنسبة إلى الألمان بمثابة صدمة، لكنها كانت مُجبرة على التوقيع على الاتفاقية وإلا مواجهة العاقبة من دول الحلفاء، وهو الاحتلال الكامل لألمانيا. وفي خلال السنوات التالية للمعاهدة كانت ألمانيا تعاني العديد من الصعوبات، أكبرها التضخُّم الكبير وارتفاع نسبة البطالة، وضعف الاقتصاد، والشعور العام بثقل الدين، الذي حاولت أكثر من مرة أن تتملص من سداده، لكن الرفض كان دائماً هو الجواب المنتظر من دول الحلفاء.

الحلفاء يدفعون ثمن إذلالهم لألمانيا مضاعفاً

كان أول ما فعله هتلر، هو الهجوم على معاهدة فرساي، والعقوبات الناتجة عنها، وخلال 5 سنوات كانت القوة العسكرية والاقتصادية الألمانية جاهزة تقريباً لبدء تنفيذ الحلم الآري الألماني، السيطرة على العالم، والانتقام من الذل الذي لحق بألمانيا في الحرب الأولى. وهو ما قاد إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939. استمرت الحرب العالمية الثانية 6 سنوات صاخبة، قلبت العالم شرقاً وغرباً، وشهدت خسائر أكثر بشاعة من نظيرتها السابقة، وحصدت ما يقرب من 56 مليون شخص، بخلاف المليارات من الخسائر المادية؛ شهد بعدها العالم نهاية الحلم الآري، وانتحار أدولف هتلر، وانهيار ألمانيا بشكل شبه تام، وهو الأمر الذي بدا للعالم، والقوى المنتصرة بشكل خاص، أشبه بالأمس البعيد حينما ركع الوحش الألماني أمام قوى الحلفاء لأول مرة عام 1918، ولكن تلك المرة عملت قوى الحلفاء على خطط أكثر ذكاءً وإحكاماً، لتصحيح أخطاء الماضي، ولضمان بقاء ألمانيا طوع لهم إلى الأبد.