مرض مجهول في جنوب ليبيا وارتباك المؤسسات الصحية
ليبيا المستقبل(العربي الجديد):
، أعلن مستشفى الكفرة، جنوب شرقي ليبيا، مواجهة أهالي المدينة موجة مرض حاد يصيب الأطفال، ولم تعرف أسبابه حتى الآن.
وقال مدير المستشفى إسماعيل العيضة لتلفزيون ليبي إن "المدينة تمر بموجة مرض حاد يصيب الأطفال. وقد استقبل المستشفى نحو 80 مريضاً يتلقى 30 منهم العلاج حالياً، وهم يعانون من أعراض مختلفة، مثل التقيؤ وضيق التنفس وارتفاع الحرارة، والتحاليل ما زالت مستمرة لمحاولة معرفة أسباب المرض".
وحث العيضة وزارة الصحة على دعم مستشفى الكفرة لتخطي مشاكل معاناته من نقص كبير في عدد الأطباء والعناصر المساعدة، علماً أن الليبيين يشكون أيضاً من غياب الخدمات في المؤسسات الصحية الحكومية بسبب ضعف الدعم الحكومي، وعدم توفر التجهيزات اللازمة أو صيانة تلك الموجودة.
فعلياً بدأ الحديث عن موجة مرض مجهول في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين أعلن مركز سبها الطبي وصول حوالى 20 طفلاً إلى المستشفى عانى معظمهم من نزلات معوية.
وأكد المركز أن أعداد المصابين تزداد، وأبدى تخوفه من إمكان أن يكون المرض المنتشر بين الأطفال هو "التهاب السحايا"، داعياً أولياء الأمور للتوجه إلى المرافق الصحية القريبة في حال حدوث نزلات معوية للأطفال أو الاشتباه بحدوث تسمم بأغذية فاسدة تعج بها الأسواق، في ظل عدم اتخاذ السلطات إجراءات رادعة، ومعالجة الفلتان الغذائي والصحي.
وينشر مركز الرقابة على الأغذية والأدوية على موقعه الرسمي صوراً للزيارات وحملات التفتيش التي تنفذها فرقه في معامل الأغذية ومراكز بيع اللحوم، ويعدد التجاوزات، ويعرض صوراً تظهر عدم صلاحية اللحوم. ويوضح المركز أن فرق الحرس البلدي تشارك في حملات التفتيش، لكن مواطنين يرون أن "اتساع دائرة الفساد وانتشاره في كل المجالات يجعل قدرة الجهتين محدودة".
في المقابل، نفى مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض الحكومي حيدر السائح انتشار التهاب السحايا في سبها، بسبب وجود مرض مجهول في الكفرة، وكتب على "فيسبوك": "المرض الذي كشف عنه وجرى تشخيصه في فرعنا بالكفرة هو فيروس الجهاز التنفسي المخلوي الذي ينتشر في هذا الوقت من السنة".
وفيما طمأن حيدر المواطنين إلى أن "الفيروس غير خطر"، عبر عن استيائه مما تتداوله وسائل إعلام ليبية في شأن وجود مرض مجهول.
واستدرك العيضة بتأكيد صحة تصريحات حيدر، وأن الحالات التي وصلت إلى مستشفى الكفرة مصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي، لكنه أكد لـ"العربي الجديد"، أن المستشفى خال تماماً من أي لقاحات للمرض.
وفي دلالة على سوء الوضع الصحي رغم تعرف السلطات المحلية إلى المرض، وجهت غرفة الطوارئ التابعة للمجلس البلدي بالكفرة نداءً عاجلاً إلى أولياء أمور الطلاب لمنع إرسال أولادهم إلى المدارس في حال ظهور المرض فيها.
وفيما أكدت الغرفة، في بيان لها، ارتفاع عدد المصابين بالمرض، أشارت إلى أن الفرق الصحية بدأت في أخذ عينات عشوائية من الأطفال، أثبتت إصابة أشخاص بالفيروس.
وبالتزامن مع منشور حيدر، قام مركز سبها الطبي بحذف كل بياناته المتعلقة بإعلانه سابقاً عن انتشار مرض التهاب السحايا في المدينة، علماً أن المركز سبق أن أعلن رفع حالة الاستعداد والطوارئ، خصوصاَ في قسم الأطفال. ووصف حسين، وهو أحد مواطني سبها، تعاطي المسؤولين مع هذه الأنباء بأنه "غير مسؤول"، وسأل في حديثه لـ"العربي الجديد": "لماذا لم يعلن مسؤولو سبها موقفاً رسمياً من المرض وحذفوا المنشورات الخاصة به، في حين أعلن مسؤولو الكفرة عن ذلك؟".
وفي كل الأحوال يحدد الرقيق أعراض هذا الفيروس بأنه يشمل ارتفاعاً مفاجئاً في درجة حرارة الجسم، واحتقاناً شديداً في الحلق يصحبه سعال جاف. ولا تقتصر إصاباته على فئة محددة، بل تشمل كل الأعمار "وإن كانت أكثر انتشاراً وحدة في أوساط الأطفال، لكنه في كل الأحوال ليس مرضاً خطيراً، في حين يتمثل الخطر في القلق الذي تسببت به السلطات بلا حسم رسمي في أوساط الناس".
المصدر: العربي الجديـــد