اخطف ، واهرب، وتزوج؟هل هى تقاليد اجتماعية ، ام جريمة جنائية؟
اخطف واهرب وتزوج...
==============
"اخطف واهرب وتزوّج"..ليست وحدها الأفلام السينمائية أو الروايات من تحمل هذه النهايات.. ففي عادات قبائل التبو وغيرها من القبائل الافريقية الكثيرة من هذه القصص لكنها تظل واقعاً بعيداً عن الخيال..
..
الخاطف هوزوج المستقبل.. نعم، المشهد قد يبدو وكأنه مفتعل، غير أن واقع الحال يشهد بخلاف ذلك، بيد أن عملية الاختطاف تلك هي في الحقيقة طريقة تقليدية لطلب الزواج، أو بالأحرى للزواج، بما أن الطريقة لا تفترض انتظار الموافقة أو الرفض..
وبغض النظر عن البعد "الرومانسي" لهذه الطريقة، فإن هذا التقليد الغريب، نوعاً ما لا يأخذ بعين الاعتبار عامل القبول من جانب الفتاة، إذ يكفي أن يُعجب الشاب بها ليكون ذلك. يروي "أجى " وكان قد تزوج في ذلك الوقت بهذه الطريقة" لم تكن لديّ الإمكانيات اللازمة لتغطية نفقات الزواج، مثل ابتياع ثياب جديدة ومنزل وأثاث وغيره، كما تفرضه عائلة الزوجة، وتبعاً لذلك، قررت مع أصدقائي اختطاف زوجتي....".
أما بالنسبة للنساء المختطفات، فالتجربة قاسية للغاية، مع ما يرافقها من صدمة، غير أنها تظل "شراً لابد منه"، تقول "وازنا" "صحيح أنه لم يسعني نفسياً قبول الأمر في البداية، لقد كان من الصعب علي أن أجد نفسي زوجةً لرجل لا أعرفه ولم أختره. لقد كان الأمر مؤلماً بالفعل لوقت ما، حتى إني أردت الفرار، غير أنني وجدت نفسي في النهاية مرغمة على المحافظة على كرامتي وملازمة بيتى رضا بالأمر الواقع ".
وأردفت بذات اللهجة الممزوجة ألماً ورضاً بالأمر الواقع: "في كل الأحوال فإن عملية الاختطاف لا يمكن أن تقع إلا بمساعدة وتواطؤ من طرف ثالث مثل العمة أو الصديقة أو غيرهما.. لا يمكننا فعل الكثير حيال ذلك، فللتقاليد كلمتها الأخيرة هنا".
"" عالم الاجتماع التشادي والأستاذ بجامعة "توكرا" بالعاصمة نجامينا، رأى أن هذه الطقوس "ليست اختطافاً بمعنى الكلمة، بل هي رمز حياة اجتماعية خاصة بمجموعة بأسرها، تقيم خلالها قدرات الرجل على الاستجابة لاحتياجات أسرته"، قائلاً إن "اختطاف امرأة دليل على هذا الالتزام".
مئات الفتيات من أمثال "وازنا" يتعرفن على أزواجهن بهذا الأسلوب في تلك المناطق، سنوياً. فطريقة الزواج هذه تلقى رواجاً في العديد من مناطق شمال تشاد وشمال النيجر وفى بعض مناطق التبو فى ليبيا. عادات الخطف والزواج بالاضافة الى قبائل التبو معروفة عند قبائل اخرى فى تشاد : عرقيات مثل "غوران" شعوب بوركو وإينيدي وتيباستي، و"الزاغاواس" شمال، إلى جانب "الكوكاس" غرب و"الكانيمبوس" بمنطقة كانيم وبحيرة تشاد.
ممارسات شائعة أيضاً لدى شعب "بواس" المستقر بين بوركينا فاسو ومالي. "سيسيل ليغوي" أستاذ الأنثروبولوجيا اللغوية، كتب يقول في مقال له بعنوان "ماذا تقول الأسماء؟"، إن "عملية الاختطاف لدى هذه الشعوب تحظى بهامش من الحرية نوعاً ما، ذلك أن الأمر غالباً ما يكون مدبّراً، وعائلة الفتاة تكون على علم بالاختطاف وموعده، ولذلك تتظاهر بعزل ابنتها طوال شهر من الزمن، قبل أن تختطف الأخيرة، وهكذا يتم الزواج".
ممارسات لا تبدو غريبة بالنسبة لشعوب تحكمها عادات وتقاليد تستميت من أجل المحافظة عليها، فرغم أن الزواج عن طريق الاختطاف )في حال كانت العروس قاصراً( يعتبر جناية بحسب قوانيين هذه الدول، إلا أن عدداً كبيراً من قبائل هذه المناطق لا تزال متمسكة بهذه التقاليد.
موضوع الخطف والزواج يبدوا ان لها علاقة وثيقة بالاقتصاد وسوء الحال وهذا مايبرر ممارستها عند الطبقات الفقيرة فى المناطق الفقيرة والمعدمة مثل شمال النيجر وشمال تشاد واختفاءها من مناطق التبو مثل جنوب ليبيا نظرا لانتعاش الحالة الاقتصادية بها...
والى اللقاء فى تقرير قادم ..
على أنر