نجاة المصابين من فيروس كورونا ليست اخر الاحزان…فهو قد يسبب العقم ايضا؟
في الوقت الذي تسابق فيه الدول بجميع أنحاء العالم الزمن، من أجل التوصل إلى لقاح أو علاج من أجل التصدي لفيروس كورونا المستجد، "كوفيد – 19"، توصلت العديد من الدراسات والأبحاث إلى ظهور آثار سلبية على المتعافين من العدوى.
ضعف في وظائف الرئة
وقالت مديرة مركز الأمراض المعدية في مستشفى الأميرة مارجريت بكندا، إنه بعد دراسة الآثار الجانبية للإصابة بفيروس كورونا الجديد، من خلال فحص 12 مريضا متعافيا، أشارت النتائج إلى عدم قدرة اثنين أو ثلاثة منهم، على القيام بما كانوا يفعلونه من قبل، مثل، التجول والمشي بدون ضيق في التنفس، بينما أظهرت الفحوصات علامات على تلف الأعضاء الداخلية لـ 9 مرضى آخرين.
وأضافت: "سيخضع المرضى لمزيد من الفحص للتأكد من النتائج التي تم اكتشافها، لتحديد مدى ضعف وظائفهم الرئوية، بالإضافة إلى ذلك يجب أن نرى كيف يمكن أن تنعكس تأثيرات العدوى على المدى الطويل على الرئتين".
كما أوضحت نتائج التصوير المقطعي لرئتي تسعة مرضى يخضعون للعلاج في مستشفى الأميرة مارجريت، بعض التغيرات للأعضاء الداخلية، ما يشير إلى تلفها.
العقم
وتوصلت دراسة صينية إلى أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يلحق أضرارًا بالغة بالجهاز التناسلي الذكوري، ما قد يؤدي إلى العقم عند الرجال.
ونشر اخصائي المسالك البولية في مستشفى سوتشو التابعة لجامعة نانجينج الطبية، فان كايبين، الشهر الماضي، نتائج مشروع بحث علمي، أثبت أن العدوي لا تضر فقط بالرئتين، ولكنها أيضًا تضر بالكلى والخصيتين، مما قد يؤدي إلى عقم الذكور.
وأشار فريق الدراسة، إلي أن البيانات السريرية لثلاث دراسات سابقة، شملت ستة مرضى و 41 مريضا و 99 مريضا على التوالي، أكدت أن الخلل الكلوي يحدث في 3 إلى 10 % من حالات الإصابة بفيروس كورونا، بينما يحدث تلف حاد في الكلى بنسبة 7 % من إجمالي المصابين.
وحذر الباحثون من أن تلف الخصية الناجم عن الفيروس في بعض الحالات قد يؤدي إلى العقم عند الذكور وأورام في الخصيتين.
وأشار العلماء إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية، HBV (التهاب الكبد B)، والنكاف يمكن أن تدخل خلايا الخصية وتسبب التهاب الخصية الفيروسي (التهاب الخصيتين).
وطالب الباحثون الأطباء الانتباه إلى خطر تضرر الخصية خاصةً في حالات المرضي الصغار من الذكور، مشيريين إلي ضرورة إجراء تقييم للوظائف الإنجابية.
عودة الفيروس للمتعافين
وقال أستاذ علم الفيروسات بجامعة ليدز البريطانية، البروفيسور مارك هاريس، إن الاختبارات التي أجريت على المتعافين من فيروس كورونا مرة أخرى، أظهرت نتائج إيجابية مرة أخرى بعد التعافي، مشيراً إلي أن هذا الأمر يثير العديد من المخاوف.
وأوضح هاريس، أنه من غير المحتمل أن يكونوا قد أعيد إصابتهم بعد تعافيهم من الفيروس، حيث أن التعافي من العدوي تمنح استجابة مناعية للفيروس من شأنها أن تمنع الإصابة مرة أخرى، ولكنه أشار إلي إمكانية عدم شفائهم من العدوى بشكل كامل.
وأكد أستاذ علم الفيروسات، أن الأمر ما زال يحتاج إلى مزيد من المعلومات والأبحاث حول هؤلاء المرضى، مثل هل كانت لديهم أمراض كامنة أو تغيير في الظروف التي ربما سمحت للفيروس بالهروب من تحكم الجهاز المناعي؟، مشيراً إلي الحاجة إلى مزيد من البحث في بيولوجيا فيروس كورونا الجديد.
وأشار هاريس، إلى أنه يوجد احتمال آخر، بأنه من الممكن أن يكون المرض ثنائي الطور، أي يأتي على مرحلتين، ولكنه لم يرجح هذا الاحتمال استناداً على المعلومات