أحداث مدينة مرزق بأقصى الجنوب الليبى…؟
تثير الأحداث المتصاعدة في مدينة مرزق منذ دخول قوات حفتر؛ مخاوف من الانزلاق في حرب أكثر عنفا بعد وقوع اشتباكات متكررة بين مكونات المدينة أدت إلى مقتل نحو 60 شخصا و نزوح عدد من المواطنين من منازلهم؛ منذ الــ20 من فبراير وهو تاريخ دخول مسلحي حفتر للمدينة، وما أثاره ذلك من خلافات واحتقانات جديدة داخل مرزق بين من ناصرهم ومن عارضهم.
مسؤولية حفتر
المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أعرب عن رفضه وإدانته لما تشهده مدينة مرزق من أعمال عدائية وانتهاكات؛ محملا مسؤولية ذلك لقوات حفتر التي تزعم سيطرتها على المنطقة الجنوبية، وفق البيان.
وقال المجلس في بيان له الخميس إنه بذل جهودا نجحت إلى حد كبير في ترسيخ السلم الاجتماعي بين مكونات الجنوب الاجتماعية؛ إلا أن القوات الانقلابية التي جاءت من الرجمة دخلت مرزق بسلاح الفتنة وتركتها بعد أن أثارت داخلها نزاعات قبلية، وفق نص البيان.
ودعا المجلس الرئاسي إلى وقف الاشتباكات وحقن الدماء، مطالبا بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحقيق في هذه العمليات العدائية لمحاسبة مرتكبيها والواقفين وراءها، وفق البيان.
دعوة لضبط النفس
من جهتها دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كل الأطراف بمدينة مرزق إلى ضبط النفس والوقف الفوري للقتال.
وأعلنت البعثة عبر موقعها الرسمي؛ استعدادها للعمل مع جميع الأطراف من أجل تسوية أي خلافات عبر الحوار، معبرة عن أسفها لوقوع ضحايا نتيجة ما سمته استمرار الأعمال العدائية في مرزق.
تحذيرات من مجزرة
عضو مجلس النواب عن المدينة محمد لينو حذر من كارثة كبيرة ومجزرة إن لم يتم التدخل بشكل عاجل بكل الوسائل لحل الخلافات عن طريق الجهود الاجتماعية؛ وقال في تصريحات لليبيا الأحرار إن الصراع في مرزق بالأساس قبلي؛ لكن ما أثاره وحركه مؤخرا هو دخول قوات حفتر إلى مرزق ثم الخروج منها في مارس الماضي ما خلف ضحايا بلغ عددهم نحو 60 قتيلا وهو ما يفوق ما تم تسجيله طيلة سنوات، ناهيك عن الخسائر المادية والشرخ الاجتماعي بمدينة مرزق.
مخاوف !
أحداث مرزق وحيثياتها في الوقت الذي تعيش فيها عاصمة البلاد حربا تشغل حكومة الوفاق المعترف بها دوليا منذ نحو 4 أشهر؛ يثير مخاوف كثيرين من تطور الأوضاع في غياب قوة مركزية تساهم في فض الاشتباكات، كما أن الأوضاع الأمنية في الجنوب بشكل عام بكل ما يحيطه من تهريب عبر الحدود وتمركز جيوب لجماعات إرهابية من أبرزها “تنظيم الدولة” الذي أكد حضوره هناك، فضلا عن التركيبة القبلية المعقدة.. تزيد من مستوى القلق والمخاوف ليس محليا فقط بل على مستوى دول الجوار والإقليم.