Toboupost تبوبوست

View Original

تشاد ومخالب فرنسا فى افريقيا


منقول من موقع فزان…


اضطر تمبلباي تحت ضغوط نشاط الفصائل المسلحة المناهضة لحكمة الى انتهاج سياسته التقرب من الدول العربيه الداعمة للفصائل التشاديه ، وليبيا على وجه الخصوص ، فاقدم على قطع علاقاته مع إسرائيل ، وعزز ذلك بمشاركة تشاد في مؤتمر وزراء خارجيه دول شرق ووسط افريقيا المنعقد في تنزانيا عام 1973م ، والذي أصدر بيانا شجب فيه العدوان الاسرائيلي عقب حرب اكتوبر ، وكذلك اقدم على الانسحاب من احد المنظمات الفرنكفونيه ، واظهر عزمه على محاربة الثقافه الفرنسيهً واصفا اياها بالثقافة الدخيله ، وقام بتغير بعض الاسماء الفرنسيه ، وصار اسمه " انغرتا تمبلباي " بدلا من " فرانسوا تمبلباي " ، ثم غير اسم العاصمة من " فورت لامي " الي " أنجمينا " . واسم حزبه ، من الحزب التقدمي الي (الحركه الوطنيه للثوره والثقافه الاجتماعية ) ، هذه التحولات السياسيه والثقافية والاجتماعية اعطته فرصة للتقارب مع الدول العربيه ،. واستغل القذافي الموقف مرحبا بالنهج السياسي الجديد ، ودعاه لزياره ليبيا عام 1972م. واثناء زيارته استلم مبلغ 40 مليون دولار مقابل التنازل عن قطاع اوزو ، وقام القذافي من جانبه بطرد زعماء الفصائل من ليبيا ، وإغلاق مكاتبهم ، كما اغلقت أذاعه فرولينا نتيجه شح الدعم المادي الذي كانت ليبيا توفره ، كما تم طرد ابا صديق من ليبيا الذي غادرها الي الجرائر . وبهذا تمكن " تمبلباي " من سحب البساط من تحت اقدام المعارضه المسلحة ، وقام القذافي بزياره أنجمينا عام 1973م ، تمخضت عنها اتفاقيه عام 1974م بين البلدين التي تقر بتبعيه قطاع " اوزو " لليبيا . علي الرغم من الإصلاحات التي قام بها تمبلباي في سياسته الخارجيه ، الا انها لم تنعكس ايجابا علي الوضع الداخلي نتيجه للقيود التي كبل بها ، ولم يستطيع الإفلات منها منذ ان جاء الي السلطه عام 1960م ، وابرزها وجود مستشارين فرنسيين في الوزارات الحكومية ، وكانوا الوزراء الفعلين . تواجد الحاميات الفرنسيهً المتمركزة في طول البلاد وعرضها ، والتي كانت بمثابة العصا التي ترفع لمن يحاول الخروج عن طاعه الاليزيه ، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير يوم توقيعه اتفاقيه مع شركه " كونوكو " الأمريكية للتنقيب عن النفط ، لينتهي حكمة بانقلاب عسكري كما حال الدول الافريقية الفرنكفونية عند خروج الرئيس عن يد الطاعة ، حدث الانقلاب بقيادة مجموعة من جنرالاته ، في مقدمتهم " فلكس مالوم " و "عبدالقادر كاموجي " في 13/04/1975.. قتل تمبلباي ، واصبح الرئيس الجديد ، رئيس المجلس العسكري المؤقت " فلكس مالوم ". ولد " فليكس مالوم " في 10/02/1932 ، بمدينه " سار " جنوب البلاد ، درس في " برازافيل " ، ثم التحق بالجيش الفرنسي ، وشارك في الحروب الفرنسيهً بجزر الهند الصينية وفيتنام ، وفي عام 1959م ،التحق بمدرسه الضباط الفرنسيهً ، وتخرج برتبه ملازم ، ثم التحق بالجيش التشادي . ظلت فرنسا هي من تختار القاده لأداره شؤون مستعمراتها ، وشمل المجلس لأول مره عضويه ضباط شمالين ، الملازم محمود محمد عبدالرحمن حقار ، والرائد زكريا ، اوا ذهب ، وقرر هذا المجلس تعديل بعض الإجراءات الإدارية كسبا لثقة الشعب ، ابرزها :- دعوة قاده الفصائل للمصالحه الوطنيه .- إطلاق جميع المتعلقين في عهد نظام تمبلباي .- حل حزب تمبلباي .- إلغاء الدستور.- تشجيع الشعب علي ممارسه الحرف التي تضمن له استمراريه الدخل الثابت. استجاب " احمد حسن موسي لنداء المجلس العسكري الذي بدا منفتحا على اجراء اصلاحات حقيقيه تقود البلاد الي مرحله جديده ينعم فيها الشعب بالاستقرار والتنمية ، فيما اكتفى حسين هبري زعيم مجلس قوات الشمال المسلحه ، والباقلاني زعيم قوات البركان ، بإرسال وفود تنوب عنهم لتحري نوايا المجلس العسكري . وفي المقابل بدأ التواصل بين الفصيلين بغرض توحيد قوتهم العسكريه لاحياء مجد فرولينا ، و سحب البساط من " ابا صديق " ، وأرسل الباقلاني وفدا لحسين هبري بقياده عيسي حامد أبوعمار ، معزولي عبدالله البشر ، مهدي عبيد ، حمدان سمعان ، كما أرسل هبري وفدا للباقلاني بقياده الجنرال محمد نوري . وثم ذلك التقارب بمباركة ليبيا . في كتابه ( الإسلام في افريقيا ) . كتب القيادي في جبهه فرولينا المهندس المرحوم يوسف بريمه : " ذهب الباقلاني بنفسه لمقابله حسين لمناقشته حول المبادر الليبيه بخصوص توحيد جيش الشمال مع البركان ، وصل الباقلاني منطقه قرو ، ونزل ضيفا علي الشيخ " دقليما " احد شيوخ التبو ، بدا الباقلاني مباحثاته مع حسين هبري ، ولكن وجهات النظر اختلفت بينهما ، وكان أسباب هذا الخلاف هو :- - يري الباقلاني ضرورة تفعيل الاقتراح الليبي لدمج القوه العسكريه بين قوات الشمال والبركان . - ويري حسين ضروره الاتفاق مع فليكس مالوم حول المصالحهً التي بادر اليها مجلسه. وعندما اشتد الخلاف بينهما قام حسين باعتقال الباقلاني ، وأخذه بالقوه من منزل الشيخ الي مكان مجهول . هذه الحادثه استفزت الشيخ دقليما ووجهاء واعيان التبو ، فذهبو الي كوغوني وأخبروه ان تصرف " هبري " هذا يخالف عاداتهم وتقاليدهم ، وأنهم سوف يعيدون الباقلاني الي منزل الشيخ مهما كلفهم الأمر ، كما أكدوا لكوغوني تأييدهم لفكره الباقلاني بالاتفاق مع ليبيا ، ويرفضون وجهه نظر " هبري " في هذه الأجواء المشحونة ، فري " هبري " من منطقه " قرو مع اتباعه من فروع النكازا ، ليؤسس قوات الشمال (FAN) في منطقه بلتين ، بعدما اطلق صراح الباقلاني ،تحت ضغط زعماء التبو ) . هذا التصرف الغادر ، دفع بالفصائل العسكريه الى ترسيخ النهج القبلي في عناصرها ، واصبح كل زعيم فصيل يركز علي عشيرته بدلا من المكوين الوطني . وصار " كوغوني واداي " رئيسا لمجلس قياده قوات الشمال المسلحه ، بدلا عن حسين هبري ، واتفق مع محمد الباقلاني علي تكوين لجنه عسكريه مشتركه برئاسة ادم تقوي ، من الجيش الثاني ، وقاسم محمد قمر نائبا له من قوات البركان ، وشغل اصيل احمد أغبش من قوات البركان منصب السكرتير المالي . بعد وفاه الباقلاني عام 27/03/1977، تزعم اصيل قوات البركان ، اثر خلاف مع عبدالله " ادم دناع " . تمكنت اللجنه العسكريه المشتركه بقياده كل من كوغوني ، واصيل ، من الحصول على الدعم غير المحدود من ليبيا ، والرعاية التامة من القذافي . وفي عام 17/4/1977 ،أصدرت قياده قوات التحرير الشعبيه بيانا اعلنت فيه عزل " ابا صديق " عن الامانه العامه لفرولينا ، وعينت بدلا عنه " مالوم بكر " ، وارسلت وفدا بقياده محمد ابا سعيد وإبراهيم يوسف جويلي الي ليبيا لبحث الاتحاد مع الجيش الثاني بقياده كوغوني ، والجيش الاول لقوات البركان بقياده اصيل . ابراهيم يوسف جويلي ، تشادي من اصل ليبي ، درس بالكنغو ، وتخرج من معهد المعلمين هناك ، واصبح معلما في تشاد . ثم ترك التدريس وانضم للجيش الاول بقياده ابا صديق ، كان مولعا بالفكر الماركسي ، واستطاع ان يضم له عددا من الطلاب التشادييين الدارسين في الكنغو وفرنسا ، وعلي رأسهم الشيخ ابن عمر ومحمد علي يوسف وآدم يعقوب كوكو وسيد قمر السليك وعبدالرحمن صالح وكيلاني احمد طوير وغيرهم . يري ابراهيم جويلي ان فرولينا ثوره تقدميه اتت لإخراج الشعب من تخلفه ، ولتحرره من براثن الاستعمار ، وان الأخطاء التي ارتكبها السيد ابراهيم ابجه في حياته بسبب تعامله مع شخصيات رجعيه راديكاليه مثل محمد الباقلاني الذي يميل الى فكر الاخوان المسلمين ، ويدعو الي اقامه دوله اسلاميه في تشاد . ادرك الرئيس مالوم انه في امس الحاجه لحلفاء جدد لمواجهه الخطر القادم من الشمال ، فاقدم الي توقيع اتفاقيه المصالحهً الوطنيه بالخرطوم في 05/02/ 1978 م ، مع حسين هبري قائد قوات الشمال (FAN).. وفي اغسطس عام 1978م . تم تشكيل حكومه جديده وفقا مخرجات اتفاقيه الخرطوم اصبح بموجبها حسين هبري اول رئيس وزراء شمالي بعد الاستقلال ، والجنرال فليكس مالوم رئيسا للجمهورية ، وكان لهذا الحدث اثر طيب في نفوس الشماليين المبعدين من المشاركه في اداره البلاد بايعاز من فرنسا. رأي القذافي ان في هذا الاتفاق لا يستجيب لرغباته ، مدركا لموقف " هبري " من قطاع أوزو ، فأرسل قوات بريه لدعم فصيلي كوغوني واداي ، واصيل احمد ، وقد تمكنت هذه الفصائل من الاستيلاء علي مدينة " فايا لارجو " وألحقت هزيمه ساحقه بقوات الحكومه المدعومة بقوات (FAN) ، واستخدمت في تلك المعارك اسلحه متقدمه مثل صواريخ ( ستريلا 2جوجو ). هذه الانتصارات عززت مكانهة كوغوني واداي ، واصيل احمد ، بين فصائل فرولينا المتفرقة .

أ . احمد البطحاوي